في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تناول موقع "إنترسبت" الأميركي التحولات التي يواجهها اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وفي مقدّمته اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية ( أيباك)، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها السياسية على الانتخابات الأميركية.
وأشار إلى أن تنامي الدعم لغزة أجبر "أيباك" على التخلي عن حملاتها العلنية الصدامية التي انتهجتها في الانتخابات السابقة، واستبدالها بأسلوب أكثر حذرا يتيح لها دعم مرشحيها ماليا عبر وسطاء وشبكات تمويل غير مباشرة، للحفاظ على نفوذها في الكونغرس.
وذكر التقرير أن أيباك خاضت خلال دورة انتخابات 2024 حملة علنية غير مسبوقة لإثبات نفوذها، إذ أنفقت أكثر من 100 مليون دولار لإقصاء منتقدي إسرائيل من الكونغرس، ونسبت لنفسها الفضل في دعم 361 مرشحا مؤيدا لإسرائيل فازوا في مئات السباقات الانتخابية.
أيباك تدرك تماما أن سمعتها في الحضيض"
بواسطة النائبة الديمقراطية السابقة ماري نيومان
وقوبل هذا النجاح بـ"اشمئزاز شعبي" متصاعد من الإبادة الجماعية لغزة، وفق مراسلة الشؤون السياسية أكيلا لاسي.
وأدى ذلك إلى رد فعل عكسي واسع النطاق في السياسة الأميركية، حيث تشكلت حركة متنامية تسعى إلى القضاء على نفوذ أيباك و الدفع بمرشحين معادين لها إلى الكونغرس شريطة تعهدهم برفض دعم اللوبي المؤيد لإسرائيل، بحسب إنترسبت.
ووفق التقرير، تبدو أيباك أكثر حذرا قبل انتخابات التجديد النصفى لعام 2026، حيث إنها تراجعت عن الإستراتيجية الهجومية العلنية التي انتهجتها في الدورة السابقة.
وقالت النائبة الديمقراطية السابقة ماري نيومان، التي ساعد مانحون مؤيدون لإسرائيل في إقصائها عام 2022 "إن أيباك تدرك تماما أن سمعتها في الحضيض"، وفق ما نقله الموقع.
بدوره، قال حامد بنداس وهو مدير الاتصالات في "مشروع سياسات معهد فهم الشرق الأوسط" إن "هناك زيادة في عدد الديمقراطيين الذين يتبرؤون من أموال أيباك لأنها أصبحت عبئا انتخابيا".
تعود أيباك إلى الطريقة التقليدية التي عملت بها قبل تدخلها المباشر في انتخابات عام 2022
وأضاف أنه "من غير الواضح ما إذا كانوا سيحافظون على هذا المعيار برفض الدعم من منظمات أخرى على رأسها منظمة الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل، التي تتبنى أجندات سياسية مشابهة لأيباك، خصوصا في ما يتعلق بمزيد من الأسلحة لإسرائيل".
وحذر الموقع من أن التراجع العلني لأيباك لا يعني فقدانها نفوذها في الانتخابات المقبلة، إذ ما زالت تعمل خلف الكواليس لدعم مرشحيها.
وأوضح أن أيباك لجأت في دورات انتخابية سابقة إلى أسلوب الدعم غير المباشر، ومولت المرشحين الذين تدعمهم عبر قنوات بديلة لإبعاد اسمها والانتقادات الموجه إليها عن الحملات، بحسب التقرير.
أيباك أصبحت تسحب اسمها من الواجهة، وتمرر التمويل عبر لجان أخرى ومانحين أفراد، مما يتيح للمرشحين الادعاء بأن الدعم جاء من متبرعين مستقلين
أما حديثا -يتابع التقرير- فقد قام مانحون مرتبطون باللوبي المؤيد لإسرائيل بتمويل حملات انتخابية في دوائر مختلفة دون إعلان ذلك رسميا.
وذكرت النائبة السابقة نيومان أن أيباك أصبحت تسحب اسمها من الواجهة، وتمرر التمويل عبر لجان أخرى ومانحين أفراد، مما يتيح للمرشحين الادعاء بأن الدعم جاء من متبرعين مستقلين، متجنبين أي ارتباط مباشر باللوبي المؤيد لإسرائيل.
وعد التقرير هذه التحركات أحدث حلقة في سلسلة محاولات أيباك على التكيف مع العداء المتصاعد لإسرائيل في السنوات الأخيرة، فهي بذلك تعود إلى الطريقة التقليدية التي عملت بها قبل تدخلها المباشر في انتخابات عام 2022.
وعلى مدى أكثر من نصف قرن، بنت أيباك نفوذها بهدوء داخل أروقة الكونغرس و واشنطن، من خلال الضغط السياسي، وتقديم نفسها كمصدر معلومات لأعضاء الكونغرس، وتنظيم رحلات إلى إسرائيل، وتوسيع شبكة نشطائها الإقليميين، من دون الدخول المباشر في الحملات الانتخابية.
ونجحت هذه الإستراتيجية لفترة طويلة في ترسيخ إجماع الحزبين على تأييد إسرائيل، وكانت أيباك قد أكدت سابقا أنها لن تطلق لجنة عمل سياسي، وفق التقرير.
وتغير ذلك -وفق إنترسبت- مع زيادة عدد المرشحين الذين بدؤوا خوض الانتخابات في أواخر العقد الماضي على أساس انتقاد الدعم العسكري الأميركي غير المشروط لإسرائيل.
وعندها شرعت أيباك بالإنفاق المباشر على الحملات الانتخابية، بدءا من تمويل إعلانات لمنظمة "الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل"، التي هاجمت بيرني ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، طبقا للموقع.
وخلص تقرير إنترسبت إلى أن أيباك لا تنسحب من المشهد، بل تعيد التموضع، مستعيدة أساليبها التقليدية التي اعتمدت لعقود على النفوذ غير المباشر، في محاولة للحفاظ على نفوذها في بيئة سياسية أصبحت أكثر عدائية تجاهها من أي وقت مضى.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة