آخر الأخبار

تسليح سري وتمهيد لمعركة كبرى في اليمن.. ما وراء الأسلحة الأمريكية المموّلة خليجياً !

شارك

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تعيين الدبلوماسي ستيفن فاغن، السفير الأمريكي لدى حكومة الشرعية، لقيادة مركز التنسيق المدني العسكري المعني بدعم وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس. غير أن هذا التعيين– وفقاً للتقارير الروسية والتحليلات الموازية– لا يبدو معزولاً عن ما يجري في اليمن. إذ يُعتقد أن فاغن سيضطلع بدور تنسيقي مزدوج بين الملفات الفلسطينية واليمنية، بما يخدم رؤية واشنطن في إعادة تشكيل المشهد الأمني في الشرق الأوسط، وربط ساحات النفوذ الأمريكية ببعضها، من البحر المتوسط إلى بحر العرب.

تتجاوز هذه التطورات كونها مجرد ترتيبات ميدانية، فهي تعبّر عن محاولة أمريكية وخليجية لإعادة ضبط ميزان القوى في اليمن، بعد أن تحوّلت قوات صنعاء إلى فاعل إقليمي مؤثر. فاليمن لم يعد مجرد ساحة حرب داخلية، بل أصبح منصة ضغط إقليمي على خطوط الملاحة الدولية ومصدر إزعاج استراتيجي للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.

العمليات البحرية التي نفذتها قوات صنعاء، ودعمها العلني للمقاومة الفلسطينية، شكّلا نقطة تحوّل في طريقة تعامل واشنطن وتل أبيب مع الملف اليمني. فالقوة التي كانت محصورة في حدودها الجغرافية باتت جزءاً من محور إقليمي له تأثير مباشر في معادلات الصراع.

تعيين فاغن في موقع يتجاوز حدود عمله الدبلوماسي في اليمن، وتكليفه بقيادة مركز تنسيق يُعنى بملف غزة، يُعدّ خطوة غير مسبوقة في الدبلوماسية الأمريكية. فهي تحمل رمزية واضحة بأن الملفات الساخنة في المنطقة لم تعد منفصلة، وأن إدارة بايدن تسعى لقيادة غرفة عمليات سياسية وأمنية متعددة الجبهات، يكون اليمن أحد محاورها الأساسية.

هذا الترابط بين ملف غزة واليمن يوحي بأن واشنطن تنظر إلى قوات صنعاء باعتبارها قوة لا يستهان بها، وبالتالي فإن تحجيمها بات ضرورة في استراتيجية ما بعد حرب غزة.

في المقابل، تبدو صنعاء واثقة من موقفها الاستراتيجي، مدركة أن التحركات الخليجية والغربية ليست سوى محاولة استباقية لمنع تحولها إلى قوة إقليمية رسمية ضمن محور يمتد من طهران إلى بيروت وغزة.

لكن صنعاء تدرك أيضاً أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً استخباراتياً واسعاً، وأن الدعم الخفي للفصائل المناوئة يمكن أن يتحول إلى مواجهة مفتوحة، خصوصاً مع وجود غرف عمليات متعددة الجنسيات تتحرك تحت غطاء "الشرعية".

تحرص واشنطن وحلفاؤها على إدارة العمليات من وراء الستار لتجنّب أي تورط رسمي يثير ردود فعل دولية أو داخلية، خصوصاً في ظل حساسيات حرب غزة، وبالتالي فإن فتح جبهة اليمن مجدداً قد يخدم واشنطن وتل أبيب لصرف الأنظار عن فشل إسرائيل في غزة، وفشلها في وقف العمليات اليمنية.

التحركات الأخيرة، سواء عبر تسليح الفصائل أو إعادة توظيف الدبلوماسية العسكرية الأمريكية، تعكس مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي، عنوانها "التحكم من الخلف"، إلا أن هذا النمط من الحروب الخفية غالباً ما يخرج عن السيطرة، خصوصاً حين تكون القوى المحلية أكثر وعياً وصلابة مما يتوقع الداعمون الخارجيون.

اليمن، الذي كان لعقود ساحة لصراعات الآخرين، يتحول اليوم إلى رقم صعب في معادلة الصراع في المنطقة.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا