آخر الأخبار

الولايات المتحدة تدفع ثمناً باهظاً لهزائمها في البحر الأحمر.. ميزانية 2026 تعكس الحاجة للمرونة والابتكار

شارك

حيث تحولت الأولويات من الاعتماد على حاملات الطائرات كركيزة أساسية للقوة البحرية، إلى تعزيز القدرات الدفاعية وتطوير الأسلحة الحديثة كالذخائر المتقدمة والصواريخ الأسرع من الصوت، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة وتكييف نفسها مع واقع ميداني متغير يتطلب مرونة أكبر وحلولاً مبتكرة. هذا التغيير في النهج يشير إلى اعتراف ضمني بفشل الخطط السابقة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الولايات المتحدة على مواصلة فرض هيمنتها العسكرية في ظل تحديات جديدة ومتزايدة.

الميزانية الجديدة، التي كُشف عن تفاصيلها مؤخراً، تضمنت برامج غير مسبوقة واستبعدت أخرى ثبت عدم فاعليتها، في إقرار ضمني بفشل الاستراتيجيات السابقة وضرورة التكيف مع طبيعة الصراعات الحديثة.

التغيير الأبرز يتمثل في التخلي عن بعض الأصول التي أثبتت ضعفها في بيئات التهديد المعقدة. فبينما كانت طائرات إم كيو-9 (MQ-9)، التي استُخدمت على نطاق واسع في عمليات الاستطلاع والمراقبة والهجوم، تُعتبر ركيزة أساسية، تشير الميزانية الجديدة إلى استبدالها بـ طائرة إم كيو-25 (MQ-25). هذا التحول يعكس على الأرجح الحاجة إلى منصات أكثر قدرة على البقاء في بيئات الدفاع الجوي الكثيفة، أو ربما التركيز على أدوار مختلفة كالتزود بالوقود الجوي للطائرات

في خطوة تؤكد التحديات التي فرضتها الضربات الدقيقة والتهديدات الصاروخية والطائرات المسيرة، تعطي الميزانية أولوية قصوى لـ المنظومات الدفاعية. هذا يعني إنفاقاً أكبر على أنظمة الاعتراض والتصدي، والتي برزت أهميتها بشكل غير مسبوق في التصدي للهجمات الصاروخية والبحرية في البحر الأحمر.

كما يبرز توجيه استثمارات ضخمة نحو إنتاج الذخائر، وهو ما يشير إلى استخلاص دروس حول الاستهلاك السريع للذخائر في الاشتباكات الفعلية وضرورة ضمان سلاسل إمداد قوية ومستدامة.

الميزانية الجديدة تضع رهاناً كبيراً على الصواريخ الأسرع من الصوت، في اعتراف بتطور قدرات الخصوم والحاجة إلى أسلحة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة.

هذا الاستثمار يأتي على نقيض التوجهات السابقة التي ركزت بشكل كبير على بناء حاملات الطائرات، التي أصبحت هدفاً سهلاً وعرضة للتهديدات الحديثة في بيئات النزاع المعقدة، كما أظهرت أحداث البحر الأحمر التي قللت من فعاليتها في مواجهة تهديدات غير متماثلة.

هذا التحول في الأولويات يعكس إدراكاً متزايداً بأن العصر الذهبي لحاملات الطائرات قد يشهد أفولاً، وأن المستقبل قد يكون للمنصات الأصغر حجماً والأكثر مرونة وقدرة على التخفي.

بشكل عام، تعكس إعادة صياغة ميزانية البنتاغون للعام 2026 إقراراً متزايداً بالواقع الميداني المتغير. فالدروس المستخلصة من "الفشل الأمريكي في البحر الأحمر" – كما يُوصف في الأوساط العسكرية – دفعت واشنطن إلى مراجعة شاملة لخططها، وصب المليارات في برامج تعتقد أنها ستُمكنها من استعادة زمام المبادرة في صراعات المستقبل، حتى لو كان ذلك على حساب عقائد عسكرية راسخة استمرت لعقود.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستكون هذه التعديلات كافية لتمكين واشنطن من تحقيق أهدافها في بيئات صراع متطورة ومعقدة، أم أنها مجرد محاولة أخرى لمواكبة ديناميكيات تتجاوز قدراتها التقليدية؟



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا