آخر الأخبار

مؤشرات خطيرة.. ثلاث محافظات يمنية في مرمى مخطط خارجي مدمِّر

شارك



الخطوات التي تقدم عليها الإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية، من مهرجانات ثقافية ومجالس اجتماعية وشركات محتكرة للخدمات الأساسية للمواطنين كالكهرباء والهاتف، هي خطوات معروفة بأنها أساليب استعمارية طالما تم استخدامها على مر العصور، من أجل التحكم في تشكيل وعي مجتمعي جديد مرتبط بمشاريع الاحتلال والاستغلال للثروات، وضمان الولاء المجتمعي، خصوصاً عندما يتم استغلال حالة الانهيار الاقتصادي والمعيشي التي تفتك بالأهالي هناك، نتيجة غياب الجهات الرسمية ومنح الجهات الخارجية الطامعة حرية التصرف.

وهنا تبرز أهمية نشر التوعية في أوساط المجتمع بمدى خطورة المشاريع الإماراتية الساعية إلى تجريف الهوية اليمنية وسلب المواطنين انتماءهم الوطني، بمغريات مادية ومعنوية سوف تتبخر بمجرد إحكام السيطرة على سقطرى، حتى يجد المواطنون أنفسهم مجرد تابعين للحاكم الإماراتي مسلوبي القرار والحرية والوطن.

لا يختلف الأمر كثيراً في سقطرى عمّا يحدث في محافظة المهرة اليمنية، فالسعودية هناك تبسط نفوذها وتنشر قواتها وتشتري الولاءات داخل هذه المحافظة اليمنية المسالمة والبعيدة عن كل الصراعات، حيث حذر السياسي علي سالم باكريت من محاولات سعودية جديدة لشراء الولاءات في المهرة، وهي سياسة تعتمدها الرياض بشكل متواصل لتفكيك النسيج الاجتماعي وإضعاف القبائل عن مواجهة مشاريع الرياض وأطماعها.

وأكد باكريت أن المحاولات السعودية لم تقتصر على استمالة بعض الشخصيات وحسب، بل توسعت لتشمل شيوخ الفخائذ، مع العمل على توسيع مسمى “شيوخ القبائل”، ما قد يؤدي إلى انقسامات داخلية تهدد تماسك القبيلة نفسها.

وشدد على أن هذا الأمر ليس مجرد نتيجة جانبية، بل هو الهدف الأهم، ضمن مخطط سعودي يسعى لخلق حالة من التفكك داخل المجتمع المهري.

وبشأن النشاط الملحوظ في بناء المساجد التابعة للسلفيين في المهرة، قال باكريت إن هذه المشاريع ليست فقط أماكن عبادة، بل "معامل تفريخ" لأجيال تعتنق الفكر الوهابي، في ظل إهمال متعمد لقطاعات حيوية أخرى، مثل التعليم والمعيشة، حسب وصفه، مضيفاً أن هذه السياسات تسير بالتوازي مع استمرار انهيار العملة، التي قال إنها تحولت إلى "سوط يجلد به الملايين من ذوي الدخل المحدود”، فضلاً عن الأوضاع المتدهورة في عدن، التي وصفها بأنها تتحول إلى قرية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وفي سياق ما تمر به المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية من انحدار على المستويات كافة، ذكر وزير النقل السابق، صالح الجبواني، أن ما يحدث اليوم في عدن من نهب وسلب وانفلات وفقر وجوع هو أحد ثمار مشروع مناطقي كريه، طالما تم التحذير منه.

وقال الجبواني في منشور على حسابه بمنصة إكس، إن "المشروع المناطقي يتمحور حول ذاته ويخدم نفسه، فكل ما يجري داخله ولو من السبع الكبائر حلال له، وما يجري خارجه عند أدواته حرام ويجب محاربته، لذلك هو مشروع نَفَسُه قصير وفاشل وسيسقط بتعفنه من داخله، وما يجري هذه الأيام هي (النهزة) الأخيرة لهذا المشروع"، وفق تعبيره، مشدداً على ضرورة مواجهة المشروع المناطقي بشكل مباشر من خلال الفعاليات السلمية بالاعتصامات والتظاهر والتعبير.

وأضاف: "لنعيد الحراك السلمي مجدداً إلى الميادين لأن العصابة المناطقية قد تعرّت ولم يعد بيدها غير المليشيا ودعم الذراع الصهيونية في المنطقة، والقوة العارية لوحدها تسقط في خضم أول اختبار، ولنا في ثورات الربيع العربي وآخرها سوريا مثال حي"، مؤكداً أن "التغيير قادم لكن يجب أن نشارك جميعاً في صناعته لأن الفراغ هو من سمح لهذه العصابة المناطقية بالسيطرة والتغول عند اندلاع الحرب في 2015".

وتوجه الجبواني بالنصح لمحافظ عدن أحمد لملس، بالقول: "سمحت لهم أن يأكلوا الثوم بفمك، ونصيحتي الصادقة لك أن تنسحب وتسجل موقفاً لتخدم شخصك قبل أي أحد آخر، لكي لا تتعثر في قادم الأيام، وتسقط في حفرة هذا المشروع المتعفن التي تتسع يوماً بعد يوم لتلتهم هذا المشروع وأدواته .


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا