وقالت صحيفة ناشونال إنترست، في مقال كتبه براندون جيه ويتشرت، إن إدارة ترامب تعهدت في حملتها الانتخابية بعدم الدخول في أي تورطات خارجية جديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط، مؤكدةً أن على البيت الأبيض الوفاء بهذا الوعد.
وأضافت: "لقد كان هناك اقتراح في بعض الأوساط في واشنطن العاصمة، مفاده أنه لإنهاء تهديد المتمردين الحوثيين من اليمن، يجب على الجيش الأمريكي إما الاستيلاء على ميناء الحديدة اليمني أو حصاره"، موضحةً أنه وللوهلة الأولى، تبدو هذه الحجة منطقية، "بعد كل شيء، هذا الميناء هو نقطة الدخول الأساسية للواردات إلى اليمن. كما ثبت أنه قناة رئيسية لتوصيل الإمدادات والأسلحة غير المشروعة إلى الحوثيين المخيفين الذين يختبئون في سفوح جبال اليمن ويعسكرون على طول شواطئها ويرشون بشكل دوري صواريخ باليستية مضادة للسفن على أقرب سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية".
وتابعت: "لكن من الغريب أن نستنتج أن القوات الأمريكية لابد أن تكون هي التي تتولى السيطرة على هذا الميناء وإدارته، وضمان عدم استمرار الحوثيين وعملائهم الإيرانيين العاملين في المنطقة في استخدام الحديدة لتحقيق غاياتهم الخبيثة. بطبيعة الحال، تضمنت الدعوات إلى حصار الميناء أو الاستيلاء عليه دعوات إلى التعددية. ولكن بعد عشرين عاماً من الحروب في أفغانستان والعراق، يعلم الجميع أن "المهام المتعددة الأطراف" من هذا النوع في الشرق الأوسط تتحول حتماً إلى تحميل الجيش الأمريكي أعباء لا يستطيع تحملها".
وأكدت أن "الجيش الأمريكي أمضى القسم الأعظم من الأعوام الأربعة والعشرين الماضية في محاولة السيطرة على الأراضي، وتشكيل البيئة الاجتماعية والسياسية، وتحديد الفائزين والخاسرين في الشرق الأوسط. وكانت النتيجة النهائية لهذه الجهود الجبارة مشكوك فيها للغاية: فقد خسر الآلاف من الرجال والنساء الأمريكيين أرواحهم، وأحرقت تريليونات الدولارات، وزعزعت استقرار المنطقة بالكامل".
ووصفت الصحيفة المنطقة العربية بأنها "المعادل الجيوسياسي للرمال المتحركة"، مشيرةً إلى أن "هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليس لها مصالح هناك: فهي بالتأكيد لديها مصالح. ولكن فكرة أن الجيش الأمريكي يجب أن يستمر في الاحتفاظ بالأراضي في سوريا، أو أن يمتلك قطاع غزة، أو أن يستولي على ميناء في اليمن البعيد من أجل سحق جماعة متمردة فرعية، فكرة مثيرة للسخرية".
وأوضحت أنه حتى "في الحرب ضد تنظيمي القاعدة وداعش اللذين يظلان يشكلان تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة، كان نجاح أمريكا مختلطاً. فمنذ الحادي عشر من سبتمبر، انتشر الجهاد العالمي إلى أماكن أكثر من أي وقت مضى. وعلاوة على ذلك، أصبح المتشددون اليوم أكثر صلابة على نحو لم يكن عليه أبداً فريق بن لادن من الجهاديين، فهم يواصلون القدوم. والسبب في ذلك أن الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع هذه القوى معيبة، على أقل تقدير".
وكشفت الصحيفة أن هناك دعوات إلى "ضم ميناء الحديدة المهم إلى الولايات المتحدة"، موضحةً أن "هذه الدعوات لا شك تأتي جزئياً على الأقل، لأن احتمالات انتهاء الحصار البحري المشترك بين البحرية الأمريكية وشركائها الإقليميين هناك ضئيلة. ومن شأن القيام بذلك أن يضع أي وحدات أمريكية تنشرها في ذلك الميناء هدفاً ضخماً لقوات الحوثيين، ولا ينبغي السماح بذلك".