آخر الأخبار

معهد بوينتر: كلما انتشر الذكاء الاصطناعي ازدادت أهمية المحررين

شارك





حذّر معهد بوينتر للصحافة من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، دون التصديق عليه من قبل محررين محترفين، لضمان الدقة والمصداقية.

وأوضحت ليزا ماكليندون، أستاذة الإعلام في جامعة كنساس الأميركية، أن الذكاء الاصطناعي سيغير في طرق العمل والتدريس، مستدركة بالقول "لكن أينما ذهب الذكاء الاصطناعي، يجب أن يرافقه التحرير"، مشددة على أهمية أن يظل البشر جزءا من العملية لضمان أن تكون مخرجات الذكاء الاصطناعي مفيدة ومناسبة وصحيحة.

وقالت إن الإعلانات عن خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي تتزايد يوما بعد يوم، وجميعها تسعى لإقناع المستخدمين بأنها ستعزز الإنتاجية، وتجعل سير العمل أكثر كفاءة، لكنها غالبا ما تنطوي على "هلوسات" ومعلومات خاطئة أو مزيفة.

وتضيف، أن النتائج التي يتم توليدها تزعم بثقة أنها "حقائق" وهي في الواقع خيال، ومصادر غير موجودة، وأحداث لم تحدث أبدا، لافتة إلى أن معدل الهلوسة ازداد سوءا في أحدث إصدار من تطبيق الذكاء الاصطناعي (أوبن إيه آي).

وخلصت الكاتبة إلى أن هذا يعني الحاجة إلى مشاركة المزيد من البشر في عملية النشر، وبخلاف ذلك، سيزداد نشر الهلوسة وتصل إلى جمهور عريض، مؤكدة مجددا على دور المحرر المتفاني الذي يستثمر الوقت والجهد في التحقق من المعلومات والقراءة المتأنية، من أجل استئصال المعلومات غير الصحيحة أو غير الكاملة أو القديمة، بالإضافة إلى الإبلاغ عن المحتوى غير اللائق أو غير الملائم.

مصدر الصورة مع انتشار "هلوسات" الذكاء الاصطناعي ازدادت الحاجة إلى وجود محررين مشرفين لتجنب نشر محتوى ملفق (شترستوك)


ماذا يحدث عندما يتم استبعاد المحررين؟

واستعرضت ماكليندون بعض الأمثلة الحديثة للاعتماد التام على الذكاء الاصطناعي، دون إشراف محررين:


* في مايو/أيار الماضي، استخدم كاتب مستقل في صحيفة "شيكاغو صن تايمز" الذكاء الاصطناعي للكتابة عن قائمة كتب مقترحة للصيف، وتبين أن العديد من الكتب الموجودة في هذه القائمة غير موجودة بالأصل على أرض الواقع، فقد تم تأليف العناوين، وملخصات الكتب، بواسطة الذكاء الاصطناعي.


* اضطرت صحيفة "بلومبيرغ نيوز" إلى إصدار "عشرات التصحيحات" على ملخصاتها التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، والتي تم نشرها تلقائيا دون تحرير.
* قامت عدة مطبوعات، بما في ذلك "وايرد" و"بيزنس إنسايدر" بإزالة مقالات كتبها كاتب استخدم الذكاء الاصطناعي لتلفيق المصادر، وقالت "وايرد" آنذاك في بيانها "لقد ارتكبنا أخطاء، لم تخضع هذه المقالة لعملية التحقق من صحة المعلومات بشكل سليم ولم تخضع لتحرير من قبل محرر".
إعلان

وأكدت الأكاديمية الأميركية التي استعرضت عددا من الأمثلة الأخرى، أن مثل هذه الأخطاء المحرجة تؤدي إلى تآكل الثقة، وتسلط الضوء على الحاجة إلى وجود بشر في أدوار الإشراف، لتجنب نشر محتوى ملفق، وتلافي ردات الفعل العنيفة والحتمية من الجمهور الذي تسعى المؤسسات إلى جذبه.

مصدر الصورة الذكاء الاصطناعي أقل قدرة على استبدال المعرفة الضمنية، والنصائح والحيل الفريدة التي تتراكم مع الخبرة (شترستوك)


مهارات التحرير على رأس القائمة

وبينت أن العديد من المؤسسات الإعلامية بدأت تلاحظ أن المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي يبدو رديئا لجمهورها، وبادرت إلى توظيف كتاب ومحررين.

وقالت ماكليندون إنه وفي ظل الحديث المكثف عن "الذكاء الاصطناعي الذي سيحل محل وظيفتك"، أشارت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد حول تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على التوظيف إلى أن "الذكاء الاصطناعي قد يكون أقل قدرة على استبدال المعرفة الضمنية، والنصائح والحيل الفريدة التي تتراكم مع الخبرة".

وأكدت على أن مهارات الحكم والتمييز والتحقق التي يتمتع بها المحرر المحترف تندرج في فئة "المعرفة الضمنية"، لافتة إلى أنه ومع تعلم المهنيين والمعلمين والطلاب التكيف مرة أخرى مع الابتكارات في مجال الاتصال، يجب أن تكون مهارات التحرير على رأس القائمة.

وختمت بأن أحد المبادئ التوجيهية الشائعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل احترافي هو "الإنسان أولا، الإنسان أخيرا، وذلك الإنسان الأخير، يجب أن يكون محررا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا