قالت صحيفة لوتان إن سويسرا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضمن لكل مواطن مكانا في ملجأ للطوارئ، وعدت ذلك إرثا مباشرا للحرب الباردة ، كلف الدولة بناء 370 ألف ملجأ.
وأوضحت الصحيفة بأن قانونا اتحاديا فرض في أوائل ستينيات القرن الماضي، بناء هذه الملاجئ، سواء كانت مدمجة في مبان خاصة أو مبنية كمخابئ عامة، مشيرة إلى أن ذلك جعل البلاد مستعدة لحماية سكانها من أسوأ الاحتمالات في مواجهة عودة الحرب في أوروبا والتهديدات العالمية.
ونتيجة لذلك، ينتشر الآن ما يقرب من 370 ألف مبنى تحت الأرض في أنحاء البلاد، توفر ما مجموعه 1.3 مكان لكل مواطن -حسب الصحيفة- ولا تزال هذه السياسة ركيزة أساسية من ركائز الحماية المدنية، رغم تقليص أو تعديل بعض الملاجئ.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين أكثر المواقع إثارة للإعجاب ملجأ سونينبرغ في لوسيرن، وقد بني في نفق طريق في سبعينيات القرن الماضي، وكان يتسع لما يصل إلى 20 ألف شخص، بما يضمه من مهاجع وغرف قيادة ومستشفى ومطبخ، وحتى زنازين سجن.
وعلقت الصحيفة بأن الحماية المدنية في سويسرا تتجاوز الملاجئ حيث توجد المستشفيات تحت الأرض، وأستوديوهات الراديو الآمنة لضمان استمرارية الرعاية والمعلومات في أوقات الأزمات.
وخلصت الصحيفة إلى هذه المرافق تجذب اهتماما متجددا في هذه الفترة التي تجددت فيها الصراعات المسلحة في أوروبا وتزايدت التهديدات العالمية.
وكانت الملاجئ خلال الحرب الباردة، تبنى على نفقة الدول وتدار ضمن برامج الحماية المدنية، كجزء من إستراتيجية الاستعداد الشامل لأي هجوم نووي، ولم تكن من باب الرفاهية، بل هي بنية تحتية وطنية عامة، تشيد تحت المدارس والمباني الحكومية وحتى في الأحياء السكنية، وهي مفتوحة للجميع من دون تمييز طبقي أو مالي.
أما اليوم -كما أورد تقرير على موقع الجزيرة- فقد تبدل المشهد بالكامل، فلم تعد الملاجئ وسيلة لحماية السكان، بل تحولت إلى مشروعات استثمارية خاصة، تحاكي الفخامة وتستهدف الأثرياء وتديرها شركات خاصة تسوق لحلول بقاء مؤتمتة وفاخرة.