آخر الأخبار

%89 من الخبراء: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التعليم في الدولة

شارك

كشفت نتائج استطلاع ميداني، أجرته «الإمارات اليوم» خلال فعاليات معرض «جيتكس 2025»، عن تأكيد 89% من خبراء التعليم، و82% من المعلمين، و68% من أولياء الأمور، و76% من الطلبة المستطلعة آراؤهم، أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته تعيد تشكيل التعليم الوطني، وتحدد ملامح مستقبل التعلم في الإمارات.

وقالوا إن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً فاعلاً داخل الصف، وما تقدمه وزارة التربية والتعليم من مشروعات في هذا المجال يوفر أدوات تعليمية مبتكرة، تتيح للمعلمين تخصيص الدروس وفق احتياجات كل طالب، وتحليل الأداء بدقة، وتعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، ما يسهم في تحويل الفصول التقليدية إلى بيئات تعليمية تفاعلية، تجمع بين التكنولوجيا والقيم التربوية، وتؤسس لنموذج تعليم ذكي ومستدام، يتوافق مع متطلبات المستقبل.

وتفصيلاً، أجرت «الإمارات اليوم» استطلاعاً ميدانياً، استهدف معلمين وطلبة وأولياء أمور وخبراء تربويين، خلال فعاليات معرض «جيتكس العالمي 2025» الذي اختتم أعماله أخيراً في دبي، لرصد توجهات المجتمع التعليمي تجاه توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل 150 مشاركاً، ميولاً عامة مؤيدة لتوسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية، مع تأكيد واسع على ضرورة تحقيق توازن واعٍ بين التطور التقني وترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية داخل بيئة التعلم.

وبحسب نتائج الاستطلاع، أفاد 76% من الطلبة بأن استخدام المنصات الذكية جعل عملية التعلم أكثر متعة وسرعة وتفاعلاً، لاسيما في المواد العلمية واللغات.

وأشاروا إلى أن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ساعدتهم على فهم المفاهيم المعقدة بأسلوب مبسّط ومشوق، عبر الشرح المرئي والتطبيقات التفاعلية الفورية.

وأوضحوا أن هذه المنصات تسهم في تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، وتمنحهم تجربة تعلم شخصية تتكيف مع مستوى أدائهم واهتماماتهم، ما يجعلهم أكثر إقبالاً على الدروس، وأفضل استيعاباً للمحتوى التعليمي.

وأشار 15% إلى حاجتهم لتدريب إضافي على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة منها، بينما فضّل 9% الإبقاء على الأساليب التقليدية في المواد التي تتطلب تفاعلاً مباشراً، مثل اللغة العربية والتربية الإسلامية.

وأوضح الطلبة والطالبات سيف المنصوري، وحمد الهاشمي، وهزاع الزيودي، والهنوف بن ماضي، وحصة البناي، وشيماء عبدالله، أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، خصوصاً من خلال الروبوتات التفاعلية، أحدث تحولاً لافتاً في طريقة تعلمهم وتفاعلهم مع اللغة الإنجليزية.

وأكدوا أن مشروعات وزارة التربية والتعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، تمثل خطوة متقدمة نحو بناء منظومة تعليمية مواكبة لمتطلبات المستقبل، حيث ساعدتهم على التعرف إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، كالبرمجة وتحليل البيانات والتعلم الذكي، ما جعلهم أكثر حماساً لاكتساب مهارات رقمية تعزز جاهزيتهم لسوق العمل المستقبلي.

وأفادت النتائج بأن 68% من أولياء الأمور يدعمون توجه وزارة التربية والتعليم نحو توسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، معتبرين ذلك ضرورة لمواكبة التحول الرقمي العالمي وإعداد الأبناء لمهارات المستقبل، لاسيما في ظل تزايد اعتماد المؤسسات الأكاديمية والمهنية على الحلول الذكية في مختلف المجالات.

في المقابل، عبّر 21% من أولياء الأمور عن مخاوفهم من أن يؤدي الاعتماد المفرط على التقنية إلى تراجع التفاعل الإنساني داخل الفصول الدراسية، مؤكدين أن «العملية التعليمية ليست مجرد نقل معرفة، بل منظومة قيم وسلوكيات يجب أن تُحافظ على بعدها التربوي والوجداني، حتى في بيئة رقمية».

وأكد كل من سعيد الطنيجي، ومها مراد، وسهام حسين، وسارة حمزاوي، وخالد عبدالله، أن «التقنية تمثل أداة تمكين لا غاية في حد ذاتها».

وأضافوا: «نؤمن بالتقنية، لكننا نريد أن تظل القيم الإنسانية في قلب العملية التعليمية»، داعين إلى تعزيز دور المعلم كقدوة وموجّه أخلاقي، يوازن بين التطور التكنولوجي وتربية الإنسان على المسؤولية والاحترام والتفكير النقدي.

وأكد 82% من المعلمين المشاركين في الاستطلاع أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً فاعلاً في العملية التعليمية، يسهم في إعداد الدروس وتحليل أداء الطلبة، وتخصيص الأنشطة بما يتناسب مع احتياجات كل متعلم، ما يجعل التعليم أكثر دقة وتفاعلاً.

وأوضحوا أن التقنيات ساعدتهم على استثمار وقتهم في الإبداع التربوي، وتطوير مهارات الطلبة، بدلاً من الانشغال بالمهام الروتينية والإدارية.

في المقابل، رأى 11% من المعلمين أن «التجربة مازالت في طور التطوير، وتحتاج إلى تدريب أوسع ودعم فني مستمر لضمان الاستخدام الأمثل للأدوات الذكية داخل الصف»، فيما عبّر 7% عن تخوفهم من أن يؤدي الإفراط في الاعتماد على الأنظمة الرقمية إلى تراجع التواصل الإنساني ودور المعلم كموجه ومُلهم للطلبة.

وقال كل من المعلمة وفاء الباشا، والدكتور هاني حمزة، وإبراهيم القباني، وسحر محمد، وحنان شرف، إن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور المعلم بل يعززه، إذ يمنحه مساحة أوسع للإبداع والابتكار في أساليب التدريس، مؤكدين أن مستقبل التعليم الناجح يقوم على شراكة متكاملة بين العقل البشري والآلة الذكية، تجمع بين الكفاءة التقنية واللمسة الإنسانية التي لا غنى عنها في بناء شخصية الطالب.

واتفق خبراء مشاركون في الاستطلاع على أن دولة الإمارات تكرّس نموذجاً متقدماً في دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية، مؤكدين أن ما عرضته وزارة التربية والتعليم في معرض «جيتكس 2025» يجسّد تحولًا نوعياً في فلسفة التعلم الحديثة، ويعكس رؤية وطنية تربط بين الابتكار والمعرفة الإنسانية.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 89% من خبراء التعليم المستطلعة آراؤهم، يرون أن الإمارات تقود تجربة تعليمية رائدة على مستوى المنطقة، فيما أكد 72% أن مبادرات مثل «صديق التعلّم» و«أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» تمثل ركيزة لتحقيق التوازن بين التطور التقني والتربية الأخلاقية.

ودعا 8% من المشاركين إلى رفع جاهزية الكوادر التعليمية، وتكثيف برامج التدريب المتخصصة لضمان تطبيق فعّال ومستدام لتلك المبادرات.

وأفاد خبير تقنيات الذكاء الاصطناعي، شادي دياب، بأن مستقبل التعليم الناجح يقوم على شراكة متكاملة بين العقل البشري والآلة الذكية.

وقال الخبير التربوي، الدكتور عطا حسن، إن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستساعد الطلبة على فهم المفاهيم المعقدة بأسلوب مبسّط. أما الخبيرة نورة المهيري، فشددت على أن الإمارات لا تتعامل مع التقنية بوصفها مظهراً من مظاهر الحداثة، بل كوسيلة استراتيجية لبناء تعليم ذكي وإنساني، يوازن بين المعرفة الرقمية والقيم التربوية الراسخة.

وذكرت خبيرة التدريب والتعليم التقني، الدكتورة مروة عمارة، أن الذكاء الاصطناعي قادر على الإسهام في إعداد الدروس وتحليل أداء الطلبة.

وأكد المشاركون أن أبرز التحديات التي تواجه توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم تكمن في تفاوت جاهزية المدارس من حيث البنية التحتية التقنية، والتدريب المتخصص للمعلمين على استخدام الأدوات الذكية بفاعلية في الصف الدراسي، فضلاً عن حماية خصوصية الطلبة وضمان أمن بياناتهم، حيث تمثل هاجساً أساسياً في ظل التوسع في الأنظمة الرقمية، وتُبقي العنصر الإنساني محور العملية التعليمية.

• 15 % من الطلبة يحتاجون تدريباً إضافياً و9% يفضّلون أدوات التعليم التقليدية في المواد التي تتطلب تفاعلاً مباشراً.

• 68 % من الآباء يدعمون توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، و21% منهم يخشون تراجع التفاعل الإنساني.

شارك

الأكثر تداولا دونالد ترامب حماس اسرائيل

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا