آخر الأخبار

هجوم تدمر وهشاشة الافتراضات عن القيادة الجديدة في سوريا | الحرة

شارك

يبدو أن إحدى أكثر الثغرات تكرارا في النقاش الأميركي عن سوريا هو الافتراض بأن القيادة الجديدة في دمشق تملك سيطرة فعلية على القوات التي تدّعي أنها تقودها.

في حديث مع “الحرة”، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن هناك ميلا في مراكز الأبحاث بواشنطن لافتراض أن شخصيات مثل أحمد الشرع مهمة في المرحلة المقبلة لأن خلفيته أو خطابه السياسي يتيحان له إدارة السردية وضبط الفصائل وإبقاء الوضع في سوريا تحت السيطرة.”

لكن هذا الافتراض بات، بحسب المسؤول، بعيدا عن الواقع.

“ما نراه الآن هو أنه غير قادر على ضبط هذه الدينامكيات. شرائح واسعة من بقايا تنظيم داعش ومنشقّي هيئة تحرير الشام غير راضين عن الشرع. يعتقدون أنه اتجه نحو الاعتدال. وهذه النظرة وحدها كفيلة بزعزعة الاستقرار”.

واكتسبت هذه التحذيرات أهمية مضاعفة بعد الهجوم الدموي نهاية الأسبوع قرب تدمر، والذي قُتل فيه جنديان أميركيان ومترجم مدني من الطائفة المسيحية من إقليم كردستان العراق. التحقيق في ملابسات الهجوم ما زال مستمرا، لكن القلق الأميركي يتصاعد من احتمال أن المنفذين تمكنوا من التسلل أو استغلال ثغرات داخل القوات الأمنية السورية لتنفيذ العملية.

بالنسبة لواشنطن، يضع الحادث التعاون الناشئ والهش مع دمشق تحت ضغط مباشر. وتتعالى أصوات داخل دوائر صنع القرار الأميركية تطالب بإعادة النظر في الدور الأميركي في سوريا، أو حتى تقليصه إذا تعذّر ضمان حماية قواتها.

وحذّر المسؤول في الخارجية من أن هذا هو تحديدا “السيناريو الذي قلّل كثير من المحللين من شأنه خلال الأسابيع الماضية”.

وقال: “الخطر ليس في الهجوم نفسه فقط. بل في ما يكشفه عن هشاشة تماسك البنية الداخلية، والولاءات، وسلسلة القيادة والسيطرة في سوريا”.

وأشار المسؤول إلى أن هذه التشققات الداخلية

وأشار المسؤول إلى أن هذه التشققات الداخلية بدأت تثير القلق في مختلف مكوّنات المجتمع السوري، على اختلاف طوائفه وأعراقه. مضيفا أن “العلويين قلقون. السنّة قلقون. الكرد يراقبون عن كثب، وهناك خشية مشتركة من أن سوريا لا تتجه نحو التماسك بل نحو مزيد من التفكك”.

وأضاف أن نقاشات دبلوماسية واسعة تدور حاليا بشأن سيناريوهين محتملين.

ونقل عن مصدر استخباراتي أوروبي قوله إن “هناك احتمالا بأن حكم الشرع هو قيادة مؤقتة. والاحتمال الآخر أن سوريا تنزلق نحو اضطرابات داخلية واسعة تحركها انقسامات غير محلولة، لا مسارات مصالحة. وهذان الاحتمالان قد يحدثان معا”.

يحمل هجوم تدمر أيضا تداعيات على مساعي دمشق لكسب شرعية لدى واشنطن. فالمسؤولون السوريون يدركون أن العمل بفعالية مع القوات الأميركية يُعد معيارا أساسيا لأي هيكل أمني جديد. وعلى مدى أكثر من عقد، تعاونت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية شرقي البلاد، وهي شراكة تُعد فعّالة من منظور البنتاغون.

وترغب دمشق اليوم في إثبات قدرتها على تحقيق هذا المستوى من التعاون. لكن المسؤول أكد أن الثقة مسألة متبادلة.

“إذا لم تشعر القوات الأميركية بالأمان في العمل مع وحدات مدعومة من دمشق، فلن تشعر قوات سوريا الديمقراطية بالأمان في الاندماج داخلها”.

وانعكس هذا القلق محليا أيضا. إذ أدان مجلس سوريا الديمقراطية، وفق ما نقلته وكالة نورث برس التي تغطي مناطق الإدارة الذاتية، هجوم تدمر بوصفه “عملا إرهابيا” يقوّض الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة. وجدد المجلس دعوته لتنفيذ اتفاق 10 آذار بين القوات الكردية ودمشق بوصفه خطوة ضرورية نحو استعادة الاستقرار.

وأضاف المسؤول الأميركي أن “الجميع يريد رواية واضحة؛ قصة تطوي الصفحة، وتُهمّش الجهات المعرقلة، ويأتي بعدها الاستقرار. لكن واقعا موازيا يتشكل ويتم تجاهله”.

وختم بالقول: “ما يواجهه السوريون الآن لا ينسجم مع أي نموذج انتقال واضح. وأحداث مثل هجوم تدمر تذكير بمدى هشاشة هذه المرحلة”.

الحرة المصدر: الحرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا