بعد عرضه بحوالي عشرة أيام في دور السينما بمصر، لا يزال الفيلم المصري "الست"، يثير الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقدم الفيلم رؤية سينمائية للسيرة الذاتية للمطربة المصرية أم كلثوم، أو "الست" كما كان يُطلق عليها المصريون، من خلال معالجة كتبها أحمد مراد وأخرجها مروان حامد، بينما يشارك في بطولته عدد كبير من نجوم السينما المصرية، من بينهم أحمد خالد صالح، وسيد رجب، وعمرو سعد، وأحمد داود، إضافة إلى ظهور عدد من النجوم كضيوف شرف مثل كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ونيللي كريم.
بينما تجسد شخصية أم كلثوم أو كوكب الشرق، وفق ما كان يُطلق عليها، الفنانة منى زكي، التي اختلف الجمهور ممن شاهدوا الفيلم على تقييم أدائها.
وممن بين من امتدحوا أداء الفنانة المصرية منى زكي، كانت الشاعرة الكويتية أفراح الصباح، التي وصفت الصباح أداءها، عبر حسابها على توتير، بأنه "أداء كلثومي ببصمة منى زكي".
وقد ألقى الفنان المصري محمد صبحي باللوم على الفنانة منى زكي، حيث انتقد تصوير شخصية أم كلثوم على أنها سيدة "بخيلة"، على حد وصفه.
بينما رد كاتب الفيلم، المصري أحمد مراد، نافياً أن يكون قد ذكر خلال الفيلم أن أم كلثوم أو "سيدة الغناء العربي"، كما كان يُطلق عليها البعض، كانت "بخيلة"، موضحاً أنها كانت كريمة لأنها غنت في مسارح ببلدان حول العالم لجمع أموال للمجهود الحربي المصري بعد حرب عام 1967.
وفي خضم الزخم الذي أحدثه الفيلم عبر منصات التواصل الاجتماعي، قالت ليلى وهبي يوسف عبر حسابها على توتير، إن الجمهور هو فقط من يستطيع إنجاح أو إفشال أي عمل فني.
وذهب البعض إلى مقارنة الفيلم بمسلسل "أم كلثوم" الذي بُثّ عام 1999 وجسّدت حينها شخصيتها الفنانة المصرية صابرين، إذ قالت منال العيسوي إن الفنانة صابرين" في مسلسل أم كلثوم "هي أكثر شخص أقنعنا أنها فعلاً "الست" في كل الأعمال اللي قُدمت عن أم كلثوم ...ومش هنبالغ لو قلنا في كل أعمال السيرة الذاتية".
بينما قال شريف عثمان إن الفنانتين المصريتين صابرين ومنى زكي لن تكونا مثل أم كلثوم، لأنه بحسب تعبيره لن يستطيع أي شخص تأدية وتجسيد سيرتها الذاتية.
وفيلم "الست" ليس أول محاولة درامية لتجسيد سيرة أم كلثوم، إذ سبقته أعمال عديدة أصبحت جزءاً من الذاكرة الفنية في مصر والعالم العربي.
ويُعد مسلسل "أم كلثوم" عام 1999، من إخراج إنعام محمد علي وبطولة صابرين، العمل الأبرز في هذا السياق، بعدما قدّم معالجة تفصيلية لمسيرة "كوكب الشرق" وحظي بانتشار واسع ما زال أثره حاضراً لدى الجمهور.
كما تناولت السينما المصرية بعض جوانب حياة أم كلثوم من دون تقديم سيرة مكتملة، مثل فيلم "فاطمة" (1947) الذي شاركت فيه بنفسها، وارتبط بمرحلة معينة من تطورها الفني. وظهرت سيرتها كذلك في سلسلة من الأفلام والبرامج الوثائقية التي أنتجها التلفزيون المصري وجهات ثقافية مختلفة خلال العقود الماضية. في المقابل، لم يحقق فيلم "كوكب الشرق" (1999) للممثلة فردوس عبد الحميد النجاح المنتظر، وتعرّض لانتقادات واسعة.
ويأتي فيلم "الست" كمحاولة لتقديم مقاربة سينمائية مختلفة تعتمد على لغة بصرية معاصرة وتقنيات حديثة في التصوير والمكياج والتوثيق التاريخي، مبتعداً عن الأسلوب التقليدي الذي طبع الأعمال السابقة.
ولدت المطربة المصرية أم كلثوم التي لُقبت بـ"سيدة الغناء العربي" و"كوكب الشرق" عام 1904، وقد أظهرت منذ طفولتها موهبة استثنائية في الغناء، ما مهّد الطريق لمسيرة فنية امتدت لعقود عندما بدأت الغناء مع والدها في الموالد وحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة في القرى والمدن في دلتا مصر، وحتى مرضها الأخير عام 1972.
وعلى مدى حوالي 30 عاماً تقريباً كانت تبث الإذاعة المصرية على الهواء مباشرة حفلاتها الشهرية التي كانت تُقام في ليلة الخميس، حتى بلغ عدد جمهورها الإذاعي الملايين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقد غنّت الراحلة قصائد شعرية عدة لشعراء بارزين، من بينهم أبو فراس الحمداني وعمر الخيّام.
كما غنّت أم كلثوم، في أعقاب هزيمة حرب عام 1967، على مسرح الأولمبيا في العاصمة الفرنسية باريس لصالح المجهود الحربي.
وبعد وفاتها عام 1975، أقامت لها الدولة المصرية جنازة عسكرية شهدتها جموع حاشدة.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة