آخر الأخبار

قمة شرم الشيخ 2025: الوسطاء يوقّعون اتفاق دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة

شارك
مصدر الصورة

وقّعت كلّ من مصر وقطر وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة وثيقة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. جاء ذلك خلال قمة عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة قادة إقليميين ودوليين، في خطوة وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "يوم عظيم للشرق الأوسط".

وقال ترامب، فور وصوله إلى شرم الشيخ لحضور القمة التي حملت عنوان قمة السلام حول غزة، إن "المرحلة الثانية من المحادثات بدأت بالفعل"، مشيراً إلى أن الجهود المقبلة ستركّز على إعادة الإعمار ونزع سلاح الفصائل داخل القطاع.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن الحرب في غزة "انتهت" وأن وقف إطلاق النار "سيصمد"، مؤكداً أن اتفاق غزة يُعدّ "انتصاراً مذهلاً لإسرائيل والعالم"، على حدّ تعبيره.

اتفاق "يُنهي صفحة أليمة"

من جانبه، وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق بأنه "يفتح حقبة جديدة من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، معتبراً أن اللحظة "تاريخية" وأن الاتفاق "ينهي صفحة أليمة من تاريخ البشرية".

وقال السيسي في كلمته أمام القمة إن "السلام يظل خيارنا الاستراتيجي، وهو خيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدل والمساواة"، معلناً أن مصر ستستضيف قمة إعادة إعمار غزة في وقت لاحق، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل التنسيق مع الأطراف كافة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق.

وفي بادرة رمزية، منح السيسي نظيره الأمريكي قلادة النيل، أرفع وسام في الدولة المصرية، تقديراً لما وصفه بـ"دور ترامب في التوصل إلى الاتفاق".

أبرز ملامح الاتفاق

مصدر الصورة

وبحسب ما أُعلن خلال القمة، يتضمن الاتفاق تبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، تمهيداً لبدء مرحلة انتقالية تشرف عليها هيئة دولية أُطلق عليها اسم "مجلس السلام الخاص بغزة".

وأعلن ترامب رغبته في انضمام السيسي إلى المجلس، قائلاً خلال مؤتمر صحفي مشترك: "سأكون هناك"، في إشارة إلى التزام القاهرة بالمشاركة في إدارة المرحلة الانتقالية.

وصرّح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن هذا اليوم يُعد "من أهم الأيام في مسيرة السلام العالمي خلال العقود الخمسة الماضية"، فيما أشار مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى وجود "قائمة طويلة من المتقدمين" للانضمام إلى المجلس.

لقاء ترامب والسيسي

وشهدت القمة اجتماعاً بين ترامب والسيسي، حضرته وسائل الإعلام في بدايته. ووصف ترامب نظيره المصري بأنه "رجل قوي للغاية"، مضيفاً: "لا توجد جريمة لديهم، إنه يوقفها قبل أن تبدأ"، في تصريحات أثارت انتقادات في الولايات المتحدة على خلفية سجل مصر الحقوقي.

وأشاد ترامب بالدور المصري في إنجاح اتفاق غزة، قائلاً إن القاهرة "قامت بعمل رائع"، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات رفع الأنقاض وإعادة التنظيم في غزة كخطوة أولى نحو إعادة الإعمار.

مصدر الصورة

ردود الفعل الإسرائيلية

وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه لن يتمكن من حضور القمة في شرم الشيخ، لكنه قال في بيان إن إسرائيل "حققت انتصارات هائلة" في غزة، مضيفاً أن "المعركة لم تنتهِ بعد".

كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الصليب الأحمر تسلّم أربعة رهائن في غزة، فيما أكدت مصادر إسرائيلية أخرى أنه "لم يعد هناك أي رهائن أحياء لدى حماس".

وفي المقابل، أكدت السلطة الفلسطينية أن عدداً من السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم وصلوا إلى رام الله، بعد إعلان إسرائيل إطلاق سراح نحو 1968 معتقلاً مقابل 20 رهينة أفرجت عنهم حماس في إطار الاتفاق.

آفاق المرحلة المقبلة

قال ترامب إن المرحلة المقبلة ستتمحور حول إعادة إعمار غزة، مشدداً على أن ذلك "يتطلب نزع السلاح" لضمان استقرار دائم.

وأضاف أن التعاون بين الدول "لتحقيق السلام بموجب اتفاق غزة يُعدّ انتصاراً لإسرائيل والعالم"، مضيفاً أن التوقعات السابقة باندلاع حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط "لن تتحقق".

واعتبر السيسي أن ما تحقق "ثمرة جهود دبلوماسية غير مسبوقة"، بينما وصف ترامب الاتفاق بأنه "انطلق كالصاروخ"، مؤكداً أن "الجميع سعداء".

وأكد السيسي خلال اجتماع على هامش قمة شرم الشيخ للسلام، ضم ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيسي فرنسا وتركيا، وأمير دولة قطر، والمستشار الألماني، إلى جانب رؤساء وزراء إيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، ووزير خارجية السعودية، على أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في نوفمبر 2025، معتبراً أن قمة شرم الشيخ للسلام خلقت زخماً دبلوماسياً يمكن البناء عليه.

و في المملكة المتحدة، عقد عشرات من كبار مسؤولي دول الشرق الأوسط وأوروبا الاثنين، اجتماعاُ مع مؤسسات مالية عالمية بارزة في بريطانيا لبحث إعادة إعمار قطاع غزة.

وجمعت وزارة الخارجية البريطانية مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا، بالتزامن مع قمة شرم الشيخ، وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان إن الهدف من المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام هو إطلاق "جهود التخطيط والتنسيق الحيوية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة"، على أن تكون بقيادة فلسطينية.

ولفت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أن المملكة المتحدة عرضت المساهمة في الجهود المبذولة خلف الكواليس، بغية متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار، والعمل على تفكيك قدرات حماس العسكرية، مؤكداً أنه لم يطرح نفسه كعضو في ما يُعرف في الخطة الأمريكية باسم "مجلس السلام".

وقالت مؤسسة "هالو تراست" الخيرية البريطانية لبي بي سي إنها تقوم بتجهيز فريق مؤلف من 100 خبير في تفكيك القنابل للذهاب إلى قطاع غزة والتعامل مع الكميات الكبيرة من الذخائر غير المنفجرة المتبقية بعد عامين من الحرب.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل مصر

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا