في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصريح لتونس الرّقمية علّق اليوم الإثنين، 29 ديسمبر 2025، المحلّل السّياسي و المفكر فريد العليبي على اعتراف الكيان المحتل بإقليم أرض الصومال كدولة و الذّي قابله رفض عربي واسع، و قال إنّه فما يتّصل بهذا الاعتراف فإنّه بالامكان تفسيره بكون الكيان الصّهيوني بعد المعارك الاخيرة في لبنان و فلسطين و غزّة يريد التمدّد في المنطقة و هذا التمدد لا يشمل فقط منطقة الشّرق الأوسط و لكن ايضا القرن الإفريقي.
و أوضح العليبي أنّه كانت توجد محاولات سابقة من قبل إسرائيل في هذا الإتّجاه و ربّما النّقطة الضعيفة في المنطقة هي هذه الجمهورية التي انفصلت عن الصومال الأم سنة 1991، و هي غير معترف بها دوليا و بالتالي فهي تبحث عن مثل هذا الاعتراف و قد قدّم لها نتنياهو هدّية، و لذلك رحّبت أرض الصومال باعتراف إسرائيل.
و أضاف المتحدّث أنّ نتنياهو يريد التمدّد استراتيجيا في هذه المنطقة بالاضافة إلى ما تمّت الإشارة إليه في مناسبات سابقة من إمكانية تهجير الفلسطنيين، خاصة الغزاويين إلى أرض الصومال و يبدو أنّه توجد رسائل من هذه الجمهورية للكيان الصهيوني في هذا الاتجاه، و بالتالي فإنّ أرض الصومال بهذا التّوجه هي تهدّد منطقة بأسرها، الأمر الذّي أثار حفيظة جملة من الدّول على راسها المملكة العربية السّعودية و مصر بصورة خاصة، إذ أنّ مصر اعتبرت هذا التطور محاولة صهيونية لمحاصرتها و هو نفس الامر بالنسبة للسعودية.
و أشار العليبي إلى أنّ دول أخرى مثل تركيا و إيران يوجد لديها توجّس من هذا التوسع الصّهيوني باعتبار انّ جمهورية أرض الصومال تطل على بحر العرب و تطلّ ايضا على خليج عدن و من المعلوم انّه يوجد حضور إيراني في هذه المنطقة من خلال الحوثيين و من هنا فإنّ المسألة تشمل عدد كبير من الدّول منها دول عربية و منها دول غير عربيّة، و الامر يمتدّ ليشمل قوى دولية مثل روسيا و التي بدورها معنية بهذه المنطقة و لها حضور في السّودان مثلا، و الولايات المتحدة الامريكية التي هي ايضا معنية، بالاضافة إلى القوى الافريقية مثل كينيا و إثيوبيا.
و قال المحلّل السياسي إنّ ما يمكن استنتاجه هو أنّ في تلك المنطقة تتجمع جملة من التناقضات المحلّية و الإقليمية و الدّولية و هذه التناقضات قد تذهب إلى حدّ الانفجار، إذ أنّ القوى الإقليمية و العربية و الدّولية لن تسمح للكيان الصّهيوني بأن يلعب وحده في ساحة الصّومال و خليج عدن و بحر العرب، الامر الذّي قد يؤدّي إلى حروب معلنة.
أمّا فيما يتعلّق بالموقف التّونسي أكّد العليبي أنّ تونس لم تشارك في البيان الاسلامي و العربي و لكن وزارة الشّؤون الخارجيّة التونسية أعلنت أنّها مع هذا البيان و هذا الموقف يعتبر له أهمّيته، إذ أنّ تونس ايضا تدرك جملة من التحولات الاستراتيجية و تدفع في الاتجاه العربي، بالاضافة إلى أنّها تدفع في اتجاه أن تكون للمنطقة الافريقية سيادتها و استقلاليتها و أن لا تكون ملعبا للصهيونية و مسانديها حتى تعبث بها و فيها، وفق تعبيره.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية