آخر الأخبار

المغرب : 409 ملايين متر مكعّب إضافية في 4 أيام… هدية إلهية مع رأس السنة

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

الماء… هو كعب أخيل المغرب و اقتصاده.

فالمملكة تبذل قصارى جهدها لقلب المعادلة، عبر استثمارات بمليارات الدولارات لتحلية مياه البحر، وبناء سدود جديدة، وتحسين حوكمة هذه الثروة الحيوية، وغيرها من الإجراءات. غير أنّ السماء تبقى، في نهاية المطاف، صاحبة الكلمة الفصل. ففي آخر تقييم للوضع، كان الحديث يدور عن نسبة امتلاء لا تتجاوز 2,3% في ثاني أكبر سد بالبلاد، لكن المشهد تغيّر كليًا بعد ستة أسابيع.

فقد هطلت أمطار غزيرة، إلى حدّ تسبّبها في مآسٍ إنسانية. وخلال أربعة أيام فقط، سجّلت مخزونات السدود زيادة قدرها 409 ملايين متر مكعّب.

في 22 ديسمبر 2025، بلغت احتياطات السدود 5 637 مليون متر مكعّب. وبعد أربعة أيام، أي في 26 ديسمبر، ارتفع المستوى إلى 6 046 مليون متر مكعّب، مسجّلًا زيادة صافية قدرها 409 ملايين متر مكعّب. وبذلك قفزت نسبة الامتلاء الوطنية من 33,6% إلى 36%، متجاوزة بشكل واضح الأرقام التي نُشرت قبل ذلك بقليل. ففي الفترة الممتدة بين 10 و15 ديسمبر 2025، لم تتجاوز الزيادة سوى 105 ملايين متر مكعّب…

و سُجّلت أولى الارتفاعات بين 15 و17 ديسمبر (+119 مليون متر مكعّب). غير أنّ الفترة الممتدة من 22 إلى 26 ديسمبر تبقى الأكثر وفرة منذ عودة التساقطات. ويأمل المغاربة أن يستمر هذا المنحى الإيجابي.

و بالولوج إلى التفاصيل، سجّل سد الوحدة، وهو الأكبر في المملكة بسعة إجمالية تبلغ 3 522,2 مليون متر مكعّب، ارتفاعًا ملحوظًا. إذ انتقلت مخزوناته من 1 512,2 مليون متر مكعّب في 22 ديسمبر إلى 1 617,9 مليون متر مكعّب في 26 ديسمبر، أي بزيادة قدرها 105,7 ملايين متر مكعّب. وارتفعت نسبة امتلائه إلى 45% مقابل 42% سابقًا.

أما سد المسيرة، وعلى الرغم من سعته الكبيرة التي تبلغ 2 656,9 مليون متر مكعّب، فيُظهر احتياطات متواضعة. فقد ارتفعت مخزوناته بشكل طفيف من 90,8 إلى 96,3 مليون متر مكعّب، أي بزيادة قدرها 5,5 ملايين متر مكعّب، لتظل نسبة الامتلاء عالقة عند حدود 3%.

و بخصوص سد بين الويدان، فقد سجّلت مخزوناته زيادة بـ8,5 ملايين متر مكعّب، منتقلة من 171,2 إلى 179,7 مليون متر مكعّب. وتبقى نسبة الامتلاء أفضل مقارنة بسد المسيرة، لكنها تظل ضعيفة إجمالًا، في حدود 14% فقط.

أما سد إدريس الأول، فيبدو في وضع أفضل بكثير. إذ ارتفعت احتياطاته من 393,1 إلى 424,8 مليون متر مكعّب، أي بزيادة قدرها 31,7 مليون متر مكعّب، لترتفع نسبة الامتلاء إلى 37% مقابل 34% سابقًا.

ويُعدّ سد سيدي محمد بن عبد الله من بين المنشآت التي استفادت أكثر من التساقطات، حيث ارتفعت مخزوناته بـ69,5 مليون متر مكعّب، من 777,5 إلى 847 مليون متر مكعّب، لترتفع نسبة الامتلاء إلى 86%.

كما يشهد سد وادي المخازن وضعًا جيدًا بدوره، إذ زادت الكميات المخزّنة بـ45,7 مليون متر مكعّب، لتبلغ 560,4 مليون متر مكعّب، مع نسبة امتلاء تصل حاليًا إلى 83%.

وسجّل سد أحمد الحنصالي ارتفاعًا ملحوظًا، حيث انتقلت احتياطاته من 105,5 إلى 132,6 مليون متر مكعّب، أي بزيادة قدرها 27,1 مليون متر مكعّب، لتبلغ نسبة الامتلاء 19%.

كما ارتفعت مخزونات سد دار خروفة من 69,3 إلى 83,9 مليون متر مكعّب، أي بزيادة قدرها 14,6 مليون متر مكعّب، مع نسبة امتلاء تبلغ 17%.

و في المقابل، كان التحسّن أقلّ وضوحًا بالنسبة لسد الحسن الثاني، حيث انتقلت احتياطاته من 59,5 إلى 60,6 مليون متر مكعّب، أي بزيادة قدرها 1,1 مليون متر مكعّب، لترتفع نسبة الامتلاء إلى 15%.

و رغم أنّ الأرقام تُعدّ إيجابية إجمالًا، فإنها لا ترقى إلى تصحيح التداعيات الخطيرة لست سنوات متتالية من الجفاف، وفق ما يوضحه الخبير في علم المياه أمين بنجلون.

و يؤكد الخبير، في تصريح نقلته صحيفة Le360، أنّ «الارتفاع المسجّل خلال الأيام الأخيرة يُظهر قدرة السدود على التعافي بسرعة عندما تتوفر الظروف المناسبة، لكنه لا يضمن بأي حال خروجًا دائمًا من حالة الإجهاد المائي. فكل شيء سيظلّ رهين تطوّر التساقطات خلال الأسابيع المقبلة».

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا