تصاعد الجدل في مصر حول منصة تيك توك بعد القبض على عدد من مشاهير التطبيق، وسط تلويحات بإمكانية حظر المنصة واسعة الانتشار.
مؤخرا تصدرت العديد من الأوسمة على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، وكان القاسم المشترك بينها كلمة "تيك توك"، مع تزايد الجدل بشأن المنصة بعد إلقاء القبض على عدد من المؤثرين.
جاء ذلك عقب إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على عدد من مشاهير تيك توك بتهم تتعلق بـ"نشر مقاطع خادشة للحياء والخروج على الآداب العامة".
ومن بين هؤلاء المشاهير أو ما يُطلق عليهم "التيكتوكرز": "مداهم"، "أم مكة"، "أم سجدة"، و"سوزي".
وأثار الأمر حالة من الجدل الواسع في مصر، خاصة مع انتشار هؤلاء المؤثرين ليس فقط على منصات التواصل الاجتماعي ، بل أيضا في البرامج التلفزيونية التي كانت تتسابق إلى استضافتهم وحتى ظهور في أعمال فنية.
البعض دافع عن قرار الحكومة، معتبرين أن الخطوة تهدف إلى "حماية قيم المجتمع المصري"، وهي العبارة التي استخدمتها السلطات الأمنية في مواقف مشابهة خلال السنوات الماضية.
ويُشار إلى أن قانون مكافحة جرائم الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات في مصر، الذي صدّق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 18 أغسطس عام 2018، يمنح السلطات صلاحيات واسعة لمعاقبة "أي شخص ينتهك قيم ومبادئ الأسرة في المجتمع المصري"، وفقاً لمركز التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن.
ورغم أن القانون يستهدف رسميا محاربة التطرف، إلا أن منظمات حقوقية ترى أنه يُستخدم لمراقبة منصات التواصل الاجتماعي، رغم عدم احتوائها على مضمون سياسي.
في المقابل، انتقد كثيرون هذه الإجراءات، واعتبروها انتهاكا لحرية التعبير ، وسعت بعض الصفحات إلى تفنيد الاتهامات الموجهة للمؤثرين.
ولم يخل الأمر من الطابع الفكاهي المعروف في الثقافة المصرية، حيث لجأ البعض إلى "خفة الدم" من أجل السخرية من الوضع، متسائلين عن شكل محتوى تيك توك بعد سلسلة الاعتقالات.
الأمر لم يتوقف عند الاعتقالات، بل تطور إلى التلويح بحظر تيك توك في مصر، إذا لم يتم تطبيق "آليات رقابية فعالة تحظر نشر المحتوى المنافي للأخلاق"، بحسب رئيس لجنة الاتصالات في مجلس النواب، النائب أحمد بدوي.
وأضاف بدوي، وفقا لوسائل إعلام محلية، أن شهرا قد مضى من مهلة الثلاثة أشهر التي مُنحت للمنصة، مشددا على ضرورة "وضع ضوابط واضحة لإنشاء الحسابات، إلى جانب مراقبة دقيقة للمحتوى والتعامل السريع مع أي مواد خادشة للحياء أو خارجة عن الأعراف المجتمعية"، على حد تعبيره.
وتسلط هذه التطورات الضوء على التحديات التي تواجه تيك توك ليس فقط في مصر، بل في العالم أجمع، مع تزايد الانقسام حول كيفية التعامل مع المنصة.
وأظهر استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث أن نحو ثلث الأمريكيين يؤيدون حظر تيك توك، مقارنة بنسبة بلغت 50% في مارس عام 2023. وقال نحو الثلث إنهم يعارضون الحظر، بينما لم تحسم نسبة مماثلة رأيها بعد.
وقد أثار استخدام الأطفال و المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي مخاوف متزايدة في السنوات الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بالوقت الذي يمضونه أمام الشاشة، والثغرات في الإشراف على المحتوى في بعض المنصات، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.