بعد أن كانت وفرة خيارات لاعبي مركز الجناح في منتخب البرازيل تمنح أريحية للمدرب كارلو أنشيلوتي بامتلاكه للاعبين مثل مهاجمي ريال مدريد فينيسيوس جونيو ورودريغو، إضافة إلى نجم برشلونة رافينيا، يبدو أن الإيطالي المحنك بات في حيرة من أمره مع تألق لاعبين آخرين في صورة نجم نابولي الإيطالي دافييد نيريس.
ورغم غيابه عن المنتخب البرازيلي منذ مارس/آذار 2019، فلا أحد يمر بحالة فنية أفضل من نيريس الذي انفجر أداؤه بشكل لافت في المرحلة الأخيرة من العام، بما يجعله مرشحًا جديًا للانضمام إلى تشكيلة أنشيلوتي وكأس العالم المقبلة 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
لا شك أن نيريس كان القطعة الأبرز في تتويج نابولي بكأس السوبر الإيطالي -التي أقيمت في السعودية – للمرة الثالثة في تاريخه، إذ سبق وأن ظفر به في نسختي 1990 و2014.
ففي نصف النهائي كان حاسمًا بافتتاحه التسجيل أمام ميلان، ثم عاد ليؤكد ذلك بعد أيام قليلة بتسجيله ثنائية دمّرت آمال بولونيا في النهائي.
كما أنها المرة الأولى التي يسجل فيها في مباراتين متتاليتين بقميص "البارتينوبي" منذ انضمامه في صيف 2024 مقابل 28 مليون يورو.
وقال نيريس بعد النهائي: "أنا سعيد جدًا بالهدفين، لكن سعادتي الأكبر هي بالفوز. دائمًا ما يكون التتويج بالألقاب أمرًا رائعًا. جئنا إلى هنا لنصبح أبطالًا وحققنا ذلك. الفوز يمنح ثقة أكبر. الآن يمكننا أن نرتاح قليلًا ثم نركز على المباراة القادمة. دوري أبطال أوروبا ما زال بعيدًا، وتركيزنا الآن على الدوري الإيطالي".
تحسن مستوى نيريس بشكل مذهل لدرجة أن 6 من أصل 10 أهداف أسهم بها هذا الموسم جاءت خلال الشهر الأخير فقط، في حين أن مساهماته في الموسم الماضي لم تتجاوز 8 مساهمات طوال الموسم.
ونجح الجناح البرازيلي خلال الشهر الأخير في تسجيل ثنائية أمام أتالانتا، وهدف ضد روما، مع تمريرة حاسمة أمام يوفنتوس، ثم هدف ضد ميلان، وثنائية أمام بولونيا في نهائي كأس السوبر وهي وفرة تهديفية لم يقدمها أي لاعب برازيلي في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.
كما أبدى نيريس انسجاما وتعاونا أكبر مع المهاجم الدانماركي راسموس هويلوند حيث يشكلان ثنائيا هجوميا مرعبا، كما أنه يقدّم ثاني أفضل موسم في مسيرته من حيث قلة فقدان الكرة.
كل هذا التألق جعل من المدرب أنطونيو كونتي يشيد به حيث قال بعد نهائي السوبر الإيطالي: "لقد كان حاسمًا في العديد من المباريات، ولا نكتشف فيه شيئًا جديدًا. الآن، الأهم هو الحفاظ على هذا المستوى والاستمرارية".
سيُكمل نيريس عامه الـ29 في مارس المقبل، وحتى أسابيع قليلة مضت كان الشعور السائد أنه عالق عند تلك النسخة التي أبهرت الجميع مع أياكس أمستردام في سانتياغو برنابيو، لكن بعد محطاته مع شاختار دونيتسك الأوكراني، وبنفيكا البرتغالي، والآن نابولي، لم يكن أحد يتوقع أن يكون أنطونيو كونتي هو السبب الرئيسي في هذا الانفجار الكروي، حيث بدا فعليا أن نيريس يتجه نحو سد الفراغ الذي تركه رحيل النجم الجورجي كفاراتسخيليا الذي انتقل إلى نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة