خلال رحلة بحثية عام 2016، عثر الباحث ستيج والش من المتحف الوطني الأسكتلندي على حفرية غريبة، لم يستطع تحديد هويتها، لكنه شعر للوهلة الأولى أنه أمام صيد علمي ثمين، وهو ما تحقق بالفعل بعد نحو 10 سنوات، إذ أعلن ورفاقه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدورية "نيتشر"، عن اكتشاف نوع جديد من السحالي المنقرضة التي عاشت قبل 167 مليون عام في جزيرة سكاي الأسكتلندية.
وقام والش ورفاقه خلال 10 سنوات من البحث بتنظيف العينة وفحصها باستخدام تقنيات تصوير متطورة، شملت الأشعة المقطعية والأشعة السينية عالية الطاقة في مرفق الإشعاع السنكروتروني الأوروبي بمدينة غرونوبل الفرنسية، ليتمكنوا في النهاية من وصف النوع الجديد من السحالي.
ورغم أنهم وصفوا حفريتهم الجديدة بأنها من السحالي، فإنهم منحوها اسم "بريغناتاير إلغولينسيس"، أي ما يعرف بـ"الثعبان الكاذب"، باللغة الغيلية التي لا تزال مستخدمة في منطقة إلغول بجزيرة سكاي الأسكتلندية، حيث وقع الاكتشاف، وذلك لأنها كانت تحمل مزيجا محيرا وغريبا من الصفات، إذ جمعت بين فكين وأسنان معقوفة شبيهة بالثعبان، وبين جسد قصير وأطراف كاملة مثل السحالي المعروفة.
وصنف العلماء هذا النوع الجديد ضمن مجموعة منقرضة من الحراشف تسمى "بارفيرابتوريدي"، التي لم تكن معروفة سابقا إلا من بقايا متجزئة.
والمثير أن الدراسات السابقة وجدت عظاما تحمل صفات ثعبان إلى جانب أخرى تحمل صفات وزغية (أبو بريص)، مما جعل بعض الباحثين يعتقدون أنها تعود إلى حيوانين مختلفين، لكن أحفورة "الثعبان الكاذب" أثبتت العكس، مؤكدة أن السمات المتناقضة اجتمعت في كائن واحد.
وذهب الباحثون في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، والذي شارك باحثوه بالورقة البحثية ، إلى إن هذا الكائن يمثل أحد أقدم وأكمل أحافير السحالي المكتشفة من العصر الجوراسي، وقد يصل طوله إلى 40 سنتيمترا.
وتشير التحليلات إلى أنه كان مفترسا رئيسيا في بيئته، يتغذى على سحالي أصغر حجما، وحيوانات ثديية بدائية، بل وحتى صغار الديناصورات.