لم يقتصر الجهد الشعبي في ولاية الجزيرة على إنقاذ المواسم الزراعية، بإجراء معالجات لقنوات الري، بل امتد التعاضد الشعبي ليبث الحياة مجددا في قرى الجزيرة وسط غياب كامل لأي دور حكومي وفقا لإفادات متطابقة من مواطني وسط وجنوب الجزيرة.
واستعاد الجيش والتشكيلات المساندة له السيطرة على ولاية الجزيرة بعد نحو عام من سيطرة قوات الدعم السريع التي اجتاحت الولاية في ديسمبر 2023، وتعرضت قرى الجزيرة لمجازر وانتهاكات واسعة من قوات الدعم السريع مما أدى لموجات نزوح جماعي، وفقد الأهالي ممتلكاتهم بسبب عمليات النهب التي انتظمت الولاية وتعرضت المرافق العامة في القرى لتدمير واسع.
وأظهرت جولة ل “دارفور24″ في بعض قرى جنوب الجزيرة غياب شامل للجهاز التنفيذي للولاية وسط تحشيد أهلي لجمع الأموال لإنقاذ قراهم واستعادة الحياة فيها.
في قرية نقاش بجنوب الجزيرة، رصدت”دارفور24” عمليات صيانة وتشييد في المدرسة وحركة طفيفة في المركز الصحي بالقرية، وقال حسن السيد وهو معلم من سكان القرية؛ إن جميع عمليات إعادة تشغيل المرافق الخدمية تمت بواسطة حشد الدعم الأهلي بواسطة سكان القرية، وتعاقدت القرية مع عدد من الكوادر الصحية لتشغيل المركز الصحي الذي يقدم خدمات الرعاية الأولية لعدد من القرى في المنطقة، ويتكفل أهالي القرية بتحمل رواتب العاملين بالمركز.
وقرية نقاش نموذج لعدد مقدر من قرى الجزيرة، التي تعرضت لتخريب واسع واستعاد الأهالي فيها الخدمات عبر الدعم الشعبي، ويتحمل المغتربون من أبناء هذه المناطق العبء الأكبر في دفع تكاليف استئناف الخدمات.
في قرية أم دوانة ريفي مدينة الحصاحيصا، أفاد مواطنون استطلعتهم “دارفور24” أنهم حينما عادوا لقريتهم بعد رحلة نزوح استمرّت لعام، تفاجأوا بحجم الدمار الذي لحق بالقرية، ابتداء من بئر المياه، فكانت البداية بحفر بئر جديد بالعون الذاتي، وتوفير منظومة للطاقة الشمسية لتشغيل المركز الصحي ومساجد القرية، وإعادة تأهيل محولات الكهرباء.
وفي الوقت الذي احتشدت فيه الجهود لإعادة تأهيل المرافق العامة كانت المنازل بحاجة أيضا لإعادة تأسيس بعدما تعرضت للنهب، والهدم بسبب كسر الترعة الرئيسية بغرض الحماية من هجمات الدعم السريع، حيث تهدمت نحو 30 بالمائة من المنازل وفقا لمواطنين.
وتعرضت قرى شرق الجزيرة لهجمات نوعية عقب انسلاخ قائد الدعم السريع بالولاية؛ أبو عاقلة كيكل وانضمامه للجيش في أكتوبر 2024، واستعادت غالبية هذه القرى خدماتها الأساسية بدعم أبنائها بعدما تعرضت لتخريب واسع في البنى التحتية.
ولا تزال مناطق شمال الجزيرة تعاني نقصا حادا في الخدمات بسبب انقطاع الكهرباء في مساحات واسعة منها.
دارفور 24
المصدر:
الراكوبة