آخر الأخبار

السودان على شفير حرب جديدة.. هل تنقذ واشنطن الموقف؟

شارك

تتزايد التحركات الدبلوماسية الأميركية نحو إرساء هدنة إنسانية في السودان، بعد قبول قوات الدعم السريع بالمقترح الدولي، فيما رفضه الجيش السوداني مفضلاً الحسم العسكري. تصاعدت التحذيرات الأممية من جولة قتال جديدة، خاصة في إقليم كردفان.

وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، إن الهدنة الإنسانية التي اقترحتها الرباعية الدولية (مصر والإمارات والسعودية وأمريكا) تمثل فرصة نادرة لوقف القتال وحماية المدنيين وتخفيف المعاناة، مشيدًا بكل الجهود التي تدعم الشعب السوداني وتعيد الأمل إليه.

وأضاف لعمامرة عبر منصة “إكس” أن على جميع الأطراف اغتنام هذه الفرصة لتغيير مسار البلاد، مؤكدًا أن مثل هذه القرارات نادرة وصعبة في أوقات الحرب لكنها ضرورية لإنقاذ الأرواح وبناء الثقة بين الأطراف.

كما أشار إلى أن استمرار العنف يومًا بعد يوم يؤدي إلى فظائع وهروب العائلات، وأن الوقف الدائم لإطلاق النار قد يمهد الطريق لحوار سياسي جاد يحقق سلامًا عادلاً ودائمًا.

وختم لعمامرة حديثه بالقول: “الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل الهدنة المقترحة إلى جسر حقيقي نحو السلام”.

في السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أنها تتابع “بكل جدية” الوضع في السودان، وأنها تجري “اتصالات مباشرة مع طرفي الصراع لتسهيل إبرام هدنة إنسانية”، مشيرة إلى أن الحاجة “ملحة لاحتواء العنف وإنهاء معاناة الشعب السوداني”.

وصرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض لـ”سكاي نيوز عربية” بأن واشنطن “تشارك بكل ثقلها في الجهود الرامية لتحقيق حل سلمي للنزاع”، وأوضح أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل مع شركائها في الرباعية الدولية (السعودية، الإمارات، مصر، بريطانيا) على “معالجة الأزمة الإنسانية والتحديات السياسية على المدى الطويل”.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إدموند غريب، في مقابلة مع برنامج “التاسعة” على قناة “سكاي نيوز عربية”، أن اهتمام واشنطن بالملف السوداني كان “متراجعًا خلال السنوات الماضية”، وأشار إلى أن هناك أصواتًا داخل الكونغرس الأميركي انتقدت عدم تحرك الإدارة بشكل كافٍ للضغط على شركائها في المنطقة لوقف الحرب.

وانتقد غريب أيضًا غياب التحرك الأميركي الفعّال في القضايا الإفريقية بشكل عام، ولفت إلى أن واشنطن بدأت الآن تظهر اهتمامًا أكبر، حيث تعمل على خطة لتوسيع الهدنة لمدة تسعة أشهر تمهيدًا لعملية انتقال سياسي شاملة.

وأشار غريب إلى أن التحديات أمام واشنطن تبقى كبيرة، خاصة مع انشغالها بقضايا أخرى مثل أوكرانيا وغزة والصين. قال: “من المبكر القول إن هذه الجهود ستنجح، فالخلافات داخل السودان عميقة ومعقدة”. وأوضح أن بعض التيارات داخل الحكومة السودانية ترى أن وقف الحرب ليس في مصلحتها.

أضاف غريب أن بعض الأصوات في واشنطن ترى أن التراخي الأميركي قد يفتح المجال أمام روسيا والصين لتعزيز نفوذهما في إفريقيا، ما دفع الإدارة الأميركية إلى “محاولة استعادة زمام المبادرة في الملف السوداني قبل فوات الأوان”.

استمر تبادل الاتهامات وتصعيد العمليات العسكرية بين طرفي النزاع، في وقت يظل فيه مصير السودان معلقًا على قدرة واشنطن وشركائها في تحويل الوعود إلى خطوات عملية.

اختتم غريب حديثه قائلاً: “من غير المتوقع أن تحل الأزمة بين ليلة وضحاها، لكن إذا واصلت واشنطن تحركها بالتنسيق مع القوى الإقليمية، فقد نرى بداية لمسار جديد يوقف نزيف الحرب ويفتح باب الحل السياسي”.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا