آخر الأخبار

فيضانات تُحوّل حياة مئات الأسر إلى "مأساة العراء"

شارك

يعاني الالاف من المواطنين من أوضاع كارثية ومأساوية بسبب الاجتياح المدمر لمياه الفيضانات التي هدمت منازلهم ومزارعهم وشردتهم في العراء وتركتهم بدون مأوى، مع نقص حاد في الغذاء والدواء، حيث الأطفال يبكون من شدة الجوع وكبار السن من المرضي يبحثون عن لقمة عيش تقيهم شر الجوع او علاج يخفف من اوجاعهم التي انهكتها حمى الضنك والملاريا.

ويواجه الالاف من المواطنين ممن يسكنون على ضفاف النيل أوضاعا ماساوية بعد ان القت بهم مياه الفيضانات الجارفة في مناطق نائية تبعد كيلو مترات عن أماكن تتوفر فيها الخدمات الأساسية من مأكل ومشرب ودواء، ولم تصل اليهم أي مساعدات من المنظمات العاملة في المجال لإنقاذ ضحايا الفيضانات، لان تلك المناطق تعاني من هشاشة البنية التحتية وتحديات الوصول إلى بعض المناطق التي قد تُعزل تمامًا عند ذروة الفيضان.

وانتقد ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي تجاهل السلطات المحلية وضع التحوطات اللازمة للحد من الاثار المدمرة للفيضان من خلال ابعاد المواطنين القاطنين على ضفاف النيل او مجرى الفيضان لاماكن آمنة لتقليل اخطار الفيضان، وتقديم المعينات اللازمة للحد من الاضرار البالغة في وقت تتكاتف جهود المواطنين رغم مضار الحرب وما خلفته لعمل متاريس وحفر المصارف وردم التراب لتقليل اضرار الفيضان وحماية منازلهم، وطالبوا السلطات والمنظمات بالتدخل ومساعدتهم.

وكانت غرفة الطوارئ بمحلية جبل أولياء حذرت من “خطر حقيقي” يهدد مناطق ضفاف النيل الأبيض نتيجة ارتفاع مناسيب المياه، بعدما اجتاحت السيول جميع الحواجز الترابية في مناطق “العسال وطيبة الحسناب والشقيلاب والكلاكلات”، ما أدى إلى غمرها بالمياه التي بدأت تصل إلى الأحياء السكنية وتهدد منازل المواطنين بالانهيار.

وأظهرت مقاطع وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد غمر مياه النيل منازل ومزارع لمنطقة تندلتي شمال الخرطوم بصورة كاملة. وطالب المواطنون السلطات المحلية المتخصصة بسرعة توفير المعينات وآليات إنشاء السدود الترابية الواقية، بجانب مضخات سحب المياه من الأحياء والمنازل المجاورة للنيل الأبيض التي غمرتها مياه الفيضان.

وفي منطقة “ود رملي” شمال بحري، أدت مياه الفيضانات لالحاق خسائر كبيرة في الممتلكات والمزارع الامر الذي ادى لانهيار أجزاء كبيرة من المنازل الطينية، بعد أن غمرتها المياه وفقد عدد من المواطنين المحاصيل الزراعية والماشية واضطر بعض السكان إلى الانتقال إلى مناطق آمنة تحسبا ارتفاع منسوب المياه مجدداً. وأطلقت وزارة الزراعة والري تحذيرات أن الخطر ما زال ماثلاً بدخول عدد من المحطات الرئيسة في مرحلة الفيضان، بينها محطات جبل أولياء بالخرطوم، ومدني بولاية الجزيرة، وشندي وعطبرة بنهر النيل.

كما شهدت ولاية الجزيرة والمناطق المحيطة تدميرا لمزارع وممتلكات أثر على آلاف الأسر، وفي مدينة مروي يشهد منسوب نهر النيل ارتفاعًا غير مسبوق، وسط تحذيرات عاجلة أطلقتها فرق الدفاع المدني لسكان المناطق القريبة من الشريط النيلي، وخاصة المزارعين، من مغبة البقاء في المناطق المنخفضة التي باتت على شفا الغمر الكامل بفعل فيضانات مفاجئة في تطور مقلق يهدد الحياة والممتلكات.

ودعا الدفاع المدني بمحلية مروي المواطنين المقيمين على ضفتي النهر وداخل الجزر إلى رفع درجات الحيطة والحذر حفاظًا على الأرواح والممتلكات. وتسببت الفيضانات في مضاعفة الأزمة الإنسانية في الفاشر ومدن أخرى، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الأساسية، وأعاقت المياه حركة فرق الإغاثة وأدت إلى تشريد العائلات التي تقع منازلها على ضفاف نهر النيل.

وكانت وزارة الري والموارد المائية دعت جميع المواطنين المقيمين على ضفاف النيل إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم، في ظل استمرار ارتفاع مناسيب المياه خلال الأسبوع الجاري.

صحيفة مداميك

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا