أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع اقتراب موسم الأمطار الذي يُتوقع أن يستمر حتى أكتوبر، وسط مخاوف من فيضانات وشيكة قد تعرقل عمليات الإغاثة وتزيد من خطر تفشي الأمراض في بلد يعاني من انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية .
وفي بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، أعربت المنظمة عن قلقها البالغ من أن الفيضانات المرتقبة قد تؤدي إلى قطع الطرق البرية المؤدية إلى المناطق المتضررة، مما يهدد بإعاقة إيصال المساعدات الحيوية إلى ملايين المحتاجين. ويأتي هذا التحذير في وقت تعاني فيه المنظمات الإنسانية من نقص حاد في التمويل، ما يحد من قدرتها على تخزين الإمدادات مسبقاً، في ظل توقعات بهطول أمطار فوق المعدلات المعتادة.
وكانت الفيضانات قد أثرت العام الماضي على نحو نصف مليون شخص، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد المتضررين هذا العام قد يكون أعلى، خاصة مع استمرار النزوح الجماعي نتيجة الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والذي أدى إلى تهجير أكثر من 12 مليون شخص منذ أبريل 2023.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية لتخفيف الأزمة، أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، محادثات مكثفة هذا الأسبوع مع قيادات من الطرفين المتنازعين، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بوصول المساعدات إلى مدينة الفاشر، التي تعاني من حصار خانق منذ أكثر من عام .
من جانبه، عبّر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة إزاء تصاعد الاحتياجات الإنسانية في ولايات كردفان ودارفور، مشيراً إلى أن القتال المستمر أدى إلى نزوح عشرات الآلاف خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تتزايد فيه المخاطر الصحية بسبب تفشي الكوليرا، التي سجلت أكثر من 32 ألف حالة مشتبه بها منذ بداية العام .
وفي سياق متصل، يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، جهوده الدبلوماسية لدعم مسار خفض التصعيد، والدفع نحو حل سياسي شامل ينهي الحرب المستمرة، ويعيد فتح الممرات الإنسانية المغلقة منذ شهور.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستجابة للأزمة تتطلب تمويلاً عاجلاً يقدر بنحو 4.2 مليار دولار لتلبية احتياجات أكثر من 20 مليون شخص خلال عام 2025، وسط دعوات دولية متزايدة لتوفير الدعم اللازم قبل أن تتفاقم الكارثة بفعل الفيضانات والصراع المتواصل.