قال سكان عالقون في الفاشر بولاية شمال دارفور إن تعقيدات عديدة تحول دون نزوحهم من المدينة التي تعيش تحت وطأة معارك وقصف متبادل.
ويتفاقم الوضع في الفاشر في ظل شُحّ الغذاء والأدوية، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، قبل أن تشدده في الفترة الأخيرة بحفر خنادق عميقة حول المدينة.
وكشف سبعة من المواطنين، تحدثوا عبر الهاتف لـ “دارفور24″، عن صعوبة مغادرتهم المدينة رغم تعرضها للقصف وانعدام بعض السلع.
وأشاروا إلى أن أسباب عدم المغادرة تتمثل في عدم توفر المال الكافي للسفر مع أسرهم إلى مناطق أكثر أمانًا، إضافة إلى الخوف من التعرض لانتهاكات أثناء الخروج من المدينة.
وذكروا أن رفض بعض ذويهم مغادرة المدينة يجبرهم على البقاء، على الرغم من تردي الأوضاع الإنسانية، وانعدام السيولة النقدية والمواد الغذائية، مما اضطرهم للاعتماد على التكايا الخيرية لتأمين وجباتهم اليومية.
وقالت يسرى، نازحة من مدينة نيالا فقدت زوجها خلال المعارك هناك عام 2023، وتقيم حاليًا في حي الدرجة الأولى بالفاشر مع أطفالها، إنها لا تستطيع المغادرة بسبب ارتباطها بأسرتها، مشيرة إلى أن قرار الخروج يجب أن يكون جماعيًا.
وأضافت أن أسرتها توقفت تمامًا عن تناول وجبتين في اليوم، وتعتمد بشكل شبه كامل على التكايا الخيرية.
وأوضح أحمد هرون، المقيم في حي أولاد الريف جنوب المدينة، أنه كان يعتزم مغادرة المدينة نظرًا لتدهور الأوضاع، لكنه اضطر للبقاء بعد أن رفضت والدته مغادرة المنزل مع شقيقاته الست.
وقال إن الحي ما يزال مأهولًا بالعشرات من السكان رغم مغادرة معظم الأسر.
وفي حي الصحافة شمال المدينة، كشفت مناسك عبد الله أن أسرتها تخطط لمغادرة الفاشر منذ أكثر من ستة أشهر، لكن رفض والدهم حال دون ذلك.
وأشارت إلى أن الحي يعاني من الاكتظاظ بالنازحين، حيث لجأ بعضهم إلى الإقامة في منازل خالية من السكان.
وقال أحد المتطوعين، فضّل عدم ذكر اسمه لـ “دارفور24″، إن مبادرة “الله يبردي” نفّذت مطبخًا مشتركًا قدّم وجبات غذائية لأكثر من 981 فردًا، بدعم من المجلس النرويجي للاجئين (NRC).
وأكد أن الحاجة ما تزال كبيرة في مراكز الإيواء، خاصة بين النساء والأطفال وكبار السن.
وفي سياق متصل، أطلقت مبادرة الإعلاميين بمدينة الفاشر مشروع التكايا الخيرية لدعم متضرري الحرب، حيث بدأت المبادرة بمؤازرة الكوادر الطبية والعاملين في المجال الصحي.
وذكر مجدي يوسف الزين، ممثل المبادرة، أن الحصار المفروض على المدينة خلق أوضاعًا اقتصادية ومعيشية صعبة، مشيرًا إلى أن السكان يعانون في سبيل الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء والسيولة النقدية.
ودعا الزين المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والحكومة الاتحادية إلى ضرورة التدخل العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين، لمواجهة الظروف القاسية التي تمر بها هذه الفئات.
وتعمل في مدينة الفاشر عدد من التكايا الخيرية والمطابخ الجماعية، من بينها: تكية الفاشر، وتكية شير في الخير، وتكية مبادرة بنات الفاشر، ومطبخ مخيم أبوشوك للنازحين.
دارفور 24