آخر الأخبار

رفض معلن لمبادرات السلام.. "إسلاميو السودان" يؤججون نار الحرب

شارك الخبر

أكد سياسيون سودانيون أن عناصر الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول، يقفون وراء تأجيج نيران الحرب، ويعرقلون جهود الوسطاء بشأن استئناف التفاوض من أجل وقف الصراع الذي أنهك ووضعه على طريق التمزق.

وارتفع، في الآونة الأخيرة، صوت الجماعات الإسلامية من عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير، المنخرطة في الحرب، رفضًا لأي مساعٍ لوقف الحرب وإصرارًا على الحسم العسكري.

ولدى عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير عدة ميليشيات تقاتل في جبهات الصراع، على رأسها “البراء بن مالك، والمقاومة الشعبية، والعمل الخاص”، وتقود هذه الميليشيات عناصر معروفة في حزب المؤتمر الوطني وتنظيم الحركة الإسلامية.

وسبق أن أكد القيادي بالمؤتمر الوطني أمين حسن عمر أن عناصر الحركة الإسلامية يمثلون السواد الأعظم من المقاتلين على الأرض.

كما قال مفتي الحركة الإسلامية، عبد الحي يوسف، بدوره، إنه “لا يوجد جيش يقاتل أصلاً، وإن كل الانتصارات كانت بفضل مقاتلي الجماعات الإسلامية”.

عقبة كبرى

وتعليقًا على ذلك يؤكد عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “”، بابكر فيصل، أن عناصر الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني بميليشياتهم المسلحة يمثلون العقبة الكبرى أمام كل الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السودانية، بما فيها المبادرة التركية التي طُرحت أخيرًا لوقف الحرب في السودان.

وأضاف فيصل في تصريح لـ”إرم نيوز”، أنه “ما إالجن يُعطي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إشارات إيجابية للتجاوب مع المساعي الدولية والإقليمية للجلوس على طاولة التفاوض، إلا وتشن الحركة الإسلامية وأشياعها حملات إعلامية مضادة تتهمه بالضعف والتواطؤ مع قوات الدعم السريع والتفريط في سيادة البلد”.

ورأى أن هذا يؤكد أن “المؤتمر الوطني هو الطرف الذي أشعل نار الحرب من أجل تحقيق هدفه في العودة للسلطة وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي”.

ويؤكد بابكر فيصل أن إشعال الحرب كان بهدف عودة حزب المؤتمر الوطني للسلطة عبر الجيش، مشيرًا إلى أن الجميع يشاهد الآن مطلوبي محكمة الجنايات الدولية وعلى رأسهم المخلوع عمر البشير يتمتعون بحصانة وحماية الجيش.

وذكر فيصل أن احتدام المعارك في جبهات “الخرطوم والجزيرة والفاشر” هذه الأيام يعكس محاولة كل طرف لتحقيق انتصار على الأرض، استعداداً لجولات تفاوض في المستقبل القريب، وفق قوله.

وقال إن الجماعات الإسلامية تستخدم كل وسيلة متاحة من أجل إطالة أمد الحرب لكي يتحقق هدفها في العودة للسلطة حتى لو كان ثمن ذلك تقسيم البلاد وتدميرها وإزهاق أرواح السودانيين.

متغلغلة في الجيش

ومن جهته، أكد المحلل السياسي، عمر محمد النور، أن الجماعات الإسلامية المنخرطة في القتال مع الجيش متحكمة في قرار الحرب ولا يمكن أن تسمح بوقفها ما لم تضمن بقاءها وسيطرتها على مشهد ما بعد الحرب.

وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن “هذه الجماعات متغلغلة في عمق مؤسسة الجيش السوداني، ولا يستطيع البرهان أن يخالف رؤيتها السياسية التي تعمل على فرضها بواسطة البندقية، لأنه يعلم أن عناصرها من حوله يترصدون حركاته”، وفق قوله.

وأشار النور إلى التصريحات التي أدلى بها مفتي الحركة الإسلامية عبد الحي يوسف، في ديسمبر كانون الأول الماضي، وقال فيها إن عناصر الجماعات الإسلامية موجودون حتى في مكتب قائد الجيش السوداني.

وأكد المحلل السياسي أن الذين يقاتلون في جبهات الصراع المشتعلة الآن في الجزيرة والخرطوم بحري وأمدرمان هم بالفعل الميليشيات الإسلامية، لأن لديهم هدفًا من ذلك هو إعادة فرض مشروعهم السياسي في السودان.

وأشار إلى أن ما يجعل جنود الجيش غير موجودين في جبهات القتال يعود لعدم اقتناعهم بمشروعية الحرب، الأمر الذي يجعل قيادة الجيش مهتمة بصناعة الميليشيات ذات الدافع السياسي والعقائدي للقتال ورفض التفاوض.

وقبل يومين، وفي خطوة مفاجئة، أعلن قائد ميليشيا “البراء بن مالك”، التابعة للحركة الإسلامية، رفضه المبادرة التركية المطروحة لوقف النزاع في السودان، في قرار أرجعه محللون إلى “مخاوف المتطرفين من خسارة نفوذهم حال انتهاء الحرب”.

جاء ذلك عبر منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، إذ قال المصباح أبو زيد طلحة، قائد ميليشيا “البراء” المرتبطة حاليًا بالجيش السوداني: “قُصر الحديث.. ما في أي تفاوض”، في إشارة إلى رفضه أي محادثات مع قوات الدعم السريع.

وأعلن طلحة أن القيادة اتخذت قرارها النهائي، مشيرًا إلى أن الخيار الوحيد المتاح هو “الحسم العسكري”، ما يوضح موقفه الثابت من استمرار الحرب، ورفضه المبادرات كلها التي تسعى للتفاوض أو إحلال السلام مع قوات الدعم السريع.

وكان وزير الخارجية التركي، برهان الدين بوران، قد وصل يوم الأحد الماضي إلى مدينة بورتسودان، إذ عرض على قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان تفاصيل المبادرة التركية لوقف الحرب وإنهاء النزاع في السودان.

وفي وقت لاحق أعلن وزير الخارجية السوداني تجاوب البرهان مع المبادرة التركية، معتبرًا أنها خطوة قد تسهم في تحقيق السلام في البلاد.

ارم نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا