آخر الأخبار

أولويات المقاربة المصرية في حرب السودان

شارك الخبر
مصدر الصورة

اتهام هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في السودان (في 15 إبريل/نيسان 2023)، وجهه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى الجيش المصري بالاشتراك في توجيه ضربات جوية لقواته التي تحارب الجيش السوداني، وهو ما نفته القاهرة، قائلة في بيان لخارجيتها إن “تلك المزاعم تأتي في خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من حرب السودان الجارية”.

وكان وفد من مجلس الأمن والسلم الأفريقي برئاسة مصر، قد أجرى مباحثات مع المسؤولين السودانيين لبحث سبل إنهاء حرب السودان المستمرة منذ عام ونصف عام، وعودة كل الأطراف إلى التفاوض. وزار الوفد العاصمة المؤقتة في السودان، بورتسودان، يوم الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لإطلاع اللجنة الرباعية الأفريقية المخصصة للسودان، بقيادة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، على الأوضاع، من أجل عقد اللجنة اجتماعاً عاجلاً لمتابعة تنفيذ التوصيات الواردة في تقرير الوفد.

المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، معتصم عبد القادر الحسن، أكد في حديث لـ”العربي الجديد” أن “الموقف المصري تجاه السودان، موقف مبدئي يرتبط بالتأثير الاستراتيجي العميق والمتشعب للسودان على مصر من النواحي كافة، وخصوصاً الأمنية المتمثلة بأن السودان هو العمق الأمني الجنوبي لمصر، كذلك فإن الأمن المائي الوجودي لمصر يرتبط بالسودان، لذلك نجد أن مصر وإريتريا من الدول المتفردة التي دعمت الجيش والحكومة السودانية منذ بداية حربها لمجابهة تمرد مليشيا الدعم السريع”. ورأى الحسن أن “العلاقات المصرية السودانية راسخة، وكانت مصر هي الملاذ الآمن الذي استوعب أكبر عدد من اللاجئين السودانيين بفارق عددي ونوعي كبير عن بقية دول الجوار في حرب السودان والحروب السابقة”.

وحول اتهامات حميدتي لمصر، قال الحسن إن “الخطاب الذي بث بصوت حميدتي وهيئته، ناتج عن هزيمة مليشياته والوضع المزري الذي تعيشه، إذ أسفرت المعارك الأخيرة على محاور القتال كافة في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم ودارفور، عن هزائم للمليشيات ومقتل قياداتها وهروب جنودها، وهو ما اعترف به حميدتي في خطابه”. وتابع: “العلاقات المصرية السودانية راسخة، وسبق للرئيس المصري أن أعلن قبل الحرب عدم القبول بحكم المليشيات في المنطقة، في إشارة للأوضاع في السودان وليبيا”.

بدوره قال السفير السوداني السابق لدى الولايات المتحدة، الخضر هارون: “لعله لا يغيب عن إدراك أجهزة صنع القرار في مصر، الأهمية القصوى لأمن مصر في أن يكون السودان موحداً ومستقراً”، مشيراً إلى أن تقدم الجيش السوداني يصبّ بلا شك في مصلحة مصر وأمنها، وأن لمصر القدرة على قول ذلك للإمارات. مع العلم أن العلاقات بين الجيش السوداني والإمارات تشهد توتراً مستمراً على خلفية الاتهامات الموجهة من الخرطوم لأبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع.

وعن اتهامات حميدتي لمصر، قال هارون: “إن حميدتي يعلم علم اليقين سلفاً أن الطيران السوداني قادر على حسم حرب السودان في نهاية المطاف، لذلك سارع مع بدء حربه لمهاجمة مطار مروي، حيث توجد قاعدة سلاح الطيران، بغية تحييد الطيران لعلمه بذلك”، مضيفاً أن “اتهام مصر تغطية للهزائم المتلاحقة لقواته في كل الجبهات، ولا تسنده الأدلة، فضلا عن أن مصر لا ترسل جيشها إلى خارج الحدود المصرية، إلا في مواجهة دول أخرى تشكل خطراً على مصالحها الحيوية”.

دعم الجيش في حرب السودان

من ناحيته، قال الكاتب محمد خليفة، إن “الدبلوماسية المصرية ستحاول بحنكتها طمأنة الإمارات بأن دعمها للجيش السوداني والحكومة برئاسة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، هو لضمان أمنها القومي في حدودها الجنوبية، وأن أي انهيار للجيش الوطني يعني انفراط العقد في السودان، وبالتالي فإن تداعياته أكثر سلبية على الأوضاع الهشة في المنطقة برمتها”. وأضاف أن “الإمارات من جانبها، ستحاول ممارسة الضغوط على مصر لممارسة دور أكبر في التأثير بالجيش السوداني، لتخفيف وتيرة تقدمه والقبول بمفاوضات تضمن الطرف المدعوم إماراتياً للبقاء في المشهد السوداني”.

الخبيرة في الشؤون الأفريقية، نجلاء مرعي، قالت في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “المعارك الحاسمة في الخرطوم منذ عدة أيام، وتقدم الجيش من خلال هذه المواجهات العنيفة مع الدعم السريع، أثّرا فعلاً بالمقاربة المصرية في السودان لجهة الوجود والدعم”، مضيفة: “بالطبع، من المهم جداً التأكيد أن تقدم الجيش السوداني يخدم الموقف المصري، لأن مصر منذ اللحظة الأولى رفضت التعامل مع أي مليشيات مسلحة خارج النطاق الرسمي، وخارج إطار المؤسسة العسكرية، ولكن مع ذلك، فإنها لن تتحايل على طرف من دون الآخر، بل حاولت أن يكون هناك توافق بين الطرفين”.

وأضافت مرعي: أظن أن العلاقات الإماراتية المصرية حالياً في مرحلة جيدة، وبالتالي فإن أبو ظبي تدعم الموقف المصري بعدم التدخل في الشؤون السودانية، ومصر دائماً متمسكة بالدولة السودانية ومؤسساتها، وأكدت ذلك أكثر من مرة، لكنها في الوقت ذاته أكدت أن أي عملية سياسية مستقبلية يجب أن تشمل كل الأطراف الوطنية الفاعلة في الساحة الداخلية للسودان، حتى إن ما صدر في مصر عن مؤتمر القوى المدنية السودانية، أكد ضرورة التوافق عبر حوار وطني سوداني سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة، وهذا موقف ثابت لا يمكن أن تحيد عنه مصر. وتابعت مرعي: “من الجانب السياسي شهدنا كيف رفضت مصر فكرة إرسال قوات أفريقية إلى السودان، وهذا ما أكده السفير المصري في الاتحاد الأفريقي (محمد جاد)، وكما نعلم، فإن المبعوث الأميركي الخاص بالسودان (توم بيرييلو)، أعلن أنه يحاول فتح قنوات اتصال مع الاتحاد لتجهيز قوات للتدخل بهدف حماية المدنيين، ومصر رفضت هذا بشكل قاطع”.

خرج المغاربة في 5800 مظاهرة و730 مسيرة خلال عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، في أرقام لافتة تعكس، بحسب الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” (غير حكومية) “ملحمة تضامنية غير مسبوقة” مع الشعب الفلسطيني.

وقالت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، في بيان ليل الخميس، إن عاما من التضامن والنضال والنصرة والإسناد والدعم تجلى في تنظيم 5800 مظاهرة و730 مسيرة بالإضافة إلى 52 أسبوعا تضامنيا مع فلسطين وأشكالا تضامنية أخرى توزعت بين المواكب والندوات والمهرجانات والسلاسل البشرية، فيما لا زالت الفعاليات التضامنية مستمرة بعد عام من النضال والنصرة والتضامن إلى أن يتوقف مسلسل التقتيل والتجويع ومحاولات التهجير وفرض واقع جديد بقوة النار، وفق الهيئة.

ومنذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشارك المغاربة في فعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي عناوينها الرئيسة دعم الفلسطينيين ومساندة المقاومة ورفض التطبيع.

وقالت الهيئة إن الشعب المغربي “يسطر ملحمة تضامنية غير مسبوقة بانخراطه في حراك تضامني شعبي غير مسبوق، شمل جميع مدن وقرى المغرب من خلال وقفات ومسيرات وأشكال تضامنية وتوعوية منتظمة على مدار 52 أسبوعا على التوالي، منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، معتبرة أن هذا “الحراك الشعبي القوي الذي عم المغرب من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال” هو تعبير عن التضامن مع فلسطين، وتنديد بالجرائم الوحشية الهمجية الصهيونية في حق أهل غزة والضفة وسائر البلاد المحتلة”، كما هو “استنكار للصمت والتخاذل الدولي والعربي الرسمي الذي لم يحرك ساكنا إلى يومنا هذا بالرغم من فظاعة الجرائم ووحشيتها ودمويتها غير المسبوقة، وكأن العالم أضحى أخرس وأصم وأعمى خاصة إذا تعلق الأمر بالدماء الفلسطينية”.
، إن الشعب المغربي جسد بمواصلته على مدار سنة كاملة خروجه للشارع للتنديد بالمجازر الهمجية التي ارتكبها الكيان المجرم في حق المدنيين بغزة والضفة وكل مدن ومخيمات فلسطين وبانخراطه الواسع عدالة القضية الفلسطينية، معتبرا أنه “بالنظر إلى حجم وتنوع الفعاليات التي نظمت على مدار سنة بكل مدن وقرى المغرب، فقد تبوأ المغرب الصدارة والقمة في عدد الفعاليات التي نظمت بالنظر لباقي الدول العربية والإسلامية، وهو ما يدل على الارتباط الوثيق للشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني الذي وقف صامدا في وجه كل المخططات التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطيني”.

واعتبر الإدريسي أن “حجم وتنوع وزخم هذه الفعاليات هو رسالة للنظام المغربي كي ينفض عنه عار التطبيع مع قتلة الأطفال والنساء ويصطف إلى جانب الشعب المغربي الذي دعم معركة طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر”. وأوضح أن الفعاليات المنظمة من قبل “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” هي جزء من الحراك الشعبي المغربي التضامني الذي انخرطت فيه العديد من الهيئات ومنها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” التي نظمت بدورها العديد من الفعاليات والأيام الوطنية التضامنية دعما لفلسطين ورفضا للتطبيع.

العربي الجديد

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا