اعتبرت المعارضة في جنوب السودان الخميس أن توقيف النائب الأول لرئيس البلاد رياك مشار مساء الأربعاء على أيدي قوات موالية للرئيس سلفا كير يعني أن اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حربا أهلية بين المعسكرين بات "لاغيا".
وقال حزب رياك مشار، في بيان، إن عملية توقيفه "تشكل خرقا للوعد وعدم احترام اتفاق وانعدام الإرادة السياسية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد".
واضاف أنه بهذا الاعتقال "بات اتفاق السلام" لعام 2018 "لاغيا".
وكانت الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان قالت في وقت سابق أن زعيمها مشار جرى اعتقاله من قبل الحكومة.
وقال المتحدث باسم المعارضة بال ماي دينق، في فيديو بثه لوسائل الإعلام مساء الأربعاء، إن مشار "محتجز من قبل الحكومة" وإن حياته "في خطر".
ووصف مسؤول معارض وصول 20 سيارة مدججة بالسلاح إلى منزل مشار حيث اعتقل إلى جانب زوجته.
وقال ريث موتش تانج، وهو مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة "جرى تجريد حراسه من أسلحتهم وتسليمه أمر اعتقال بناء على اتهامات غير واضحة".
وإثر التطورات الأخيرة، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في جنوب السودان إلى الالتزام ب اتفاق السلام الموقع عام 2018، الذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد.
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم أنه، في أعقاب التقارير عن احتجاز مشار، يجب على جميع الأطراف "التحلي بضبط النفس والالتزام باتفاق السلام المُعزز".
وقال هايسوم في بيان مساء الأربعاء "الليلة، يقف قادة البلاد على شفا الانزلاق مجددا في براثن صراع واسع النطاق أو السير بالبلاد إلى الأمام باتجاه السلام والتعافي والديمقراطية بروح الإجماع الذي تم التوصل إليه في 2018 عندما وقعوا اتفاق إحياء السلام والتزموا بتنفيذه".
وحذرت الأمم المتحدة يوم الاثنين من أن البلاد على حافة حرب أهلية جديدة، بعد اندلاع اشتباكات شمال البلاد بين جماعة مسلحة موالية لمشار والقوات الحكومية.
وكانت الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي استمرت 5 سنوات وأسفرت عن مقتل 400 ألف شخص، انتهت بتوقيع اتفاق السلام لعام 2018، الذي جمع بين الرئيس سلفا كير ومشار في حكومة وحدة وطنية.
لكن التوترات بين حزبي كير ومشار تصاعدت مؤخرا، وبلغت ذروتها في فبراير عندما قامت مجموعة "الجيش الأبيض" المسلحة، الموالية لمشار، بالسيطرة على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وهاجمت مروحية تابعة للأمم المتحدة.
وردت الحكومة بشن غارات جوية، محذرة أي مدني في المنطقة التي تتمركز فيها المجموعة العسكرية بالإخلاء أو "مواجهة العواقب".
ولقي أكثر من 12 شخصا حتفهم منذ بدء الغارات الجوية في منتصف مارس الجاري.
وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار، وهي خطوة أدانها أنصاره ووصفوها بأنها "انتهاك جسيم" لاتفاق السلام.