في هذه الأيام، ينتشر الزكام والحمّى، وتدعو الجهات الصحية إلى أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية. فما هو التصرف الشرعي الصحيح للمصاب فيما يخص مخالطة الناس وأداء الصلاة في المسجد؟
— فتاوى (@Fatawa_sa) October 19, 2025
الشيخ عبدالله المطلق يجيب.#هيئة_الإذاعة_والتلفزيون#فتاوى_على_قناة_السعودية pic.twitter.com/Xe3Y14H8mn
في توضيح شرعي مهم، أكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ عبدالله بن محمد المطلق، أن أخذ التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية يُعد سنة مستحبة، نظرًا لما فيه من وقاية صحية وحفاظ على سلامة الإنسان ومن حوله.
وأوضح المطلق خلال حديثه في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية، أن الحمى الموسمية أو ما يُعرف في نجد بـ"الأصفري" تُعد من الأمراض الشائعة في بداية موسم الشتاء، داعيًا الناس إلى اتباع وسائل الوقاية المشروعة، وعلى رأسها التطعيم، الذي وصفه بأنه من الأسباب الشرعية للحصول على العافية، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله العافية".
وأضاف أن الأطباء أشاروا إلى أن موسم انتشار الزكام يكون عادة في شهري سبتمبر وأكتوبر، ما يستدعي تحصين النفس واتخاذ التدابير اللازمة، مؤكدًا أن الإسلام يدعو إلى الأخذ بالأسباب، ويحذر من الإضرار بالنفس أو الآخرين.
وفيما يتعلق بذهاب المصاب بالزكام إلى المسجد، شدد المطلق على أن الأولى في هذه الحالة أن يُصلي المسلم في بيته، وقال: "بعض الناس يصرّ على الصلاة في المسجد وهو مريض، وهذا خطأ، لأنك إذا عطست أو سعَلت فقد تُعدي غيرك، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار".
وبيّن أن قول النبي "لا عدوى" لا يعني نفي وجود العدوى، بل نفي أن تحدث بذاتها دون إذن الله، مستدلًا بقول الرسول: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" و"لا يورد ممرض على مصح"، وهو ما يدل على وجوب اجتناب أسباب انتقال المرض.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المسلم مأمور شرعًا بتجنّب إيذاء الآخرين، وأن من صور الأذى ذهاب المصاب بالزكام إلى المسجد وهو يعطس أو يسعل، مما قد يتسبب في نقل العدوى لمن حوله.