توجت السعودية وباكستان شراكتهما التاريخية وتعاونهما الدفاعي بالتوقيع على اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بحضور كلٍ من سمو ولي العهد، رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف.
وجاء توقيع الرياض وإسلام آباد للاتفاقية خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني للعاصمة السعودية، انطلاقاً من الشراكة التاريخية والتعاون الدفاعي الوثيق عبر تاريخ العلاقات الثنائية بينهما، وفي إطار سعيهما لتطوير القدرات الدفاعية المشتركة والردع الاستراتيجي ورفع الجاهزية، والعمل على تطوير وتكامل القدرات الدفاعية للبلدين في التصدي المشترك لأي تهديد لأمن وسلامة أراضيهما.
ويجمع البلدين الشقيقين تاريخًا دفاعيًا وثيقًا مشتركًا، فقد سبق أن شكلا لجنة التعاون العسكري المشتركة التي تعقد اجتماعات دورية لبحث مجالات التعاون العسكري، كما لديهما منذ ثمانينات القرن الماضي اتفاقيات عسكرية للتدريب والتطوير.
ما الأهمية؟
تشكل الاتفاقية الجديدة أهمية استراتيجية وحيوية لكلا البلدين، إذ أنها أحكامها تتضمن أن أي هجوم خارجي مسلح على أي من البلدين يعد هجومًا على كليهما، وهو ما يؤكد حرص البلدين على تعزيز قدراتهما الدفاعية والردع المشترك بما يحقق أمنهما واستقرارهما.
وبحسب ما نقلته صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية عن مسؤول سعودي لم تسمه، فإن هذا الاتفاق: "دفاعي شامل سيستخدم كل الوسائل الدفاعية والعسكرية التي تعتبر ضرورية اعتمادًا على التهديد المحدد".
ولفت المسؤول إلى أن خروج الاتفاق بهذا الشكل تطلب عملًا دام أكثر من عام، وبناء على محادثات استغرقت من سنتين إلى ثلاث سنوات لتخرج هذه الاتفاقية إلى النور أخيراً.
وبالنظر إلى ما تمتلكه المملكة من قوة عسكرية إقليمية مع باكستان الواقعة في جنوب آسيا، التي تمتلك نحو 170 رأسًا نوويًا، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لعام 2024، ما يجعل توقيع مثل هذه الاتفاقية منجزًا تاريخيًا، لا سيما في ظل ما يشهده الأمن والسلم الدولي من مخاطر وتحديات.