آخر الأخبار

دلالات التوقيت والمكان والرسائل الضاغطة في فيديو القسام الأخير

شارك

غزة- بثت كتائب القسام الجناح العسكري ل حركة حماس فيديو لجنود إسرائيليين لديها، قالوا فيه "اعتقدنا أننا أسرى لدى حماس لكن الحقيقة أننا أسرى لدى حكومتنا، لدى نتنياهو و بن غفير و سموتريتش "، قاصدين بذلك كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزيري الأمن القومي والمالية.

ولأول مرة منذ عملية تبادل الأسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس في فبراير/ شباط الماضي، يظهر الجندي الإسرائيلي غاي دلال وهو يتحدث من داخل سيارة تتجول في أماكن علنية داخل مدينة غزة، التي يهدد الجيش الإسرائيلي باحتلالها، في رسائل واضحة تبعث بها كتائب القسام من خلال مكان تصوير الفيديو، وتوقيت بثه.

تحكم وسيطرة

ويتزامن بث الفيديو مع بدء عملية الاحتلال العسكرية في مدينة غزة وسيطرته على عدد من الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية منها، والدفع بسكانها للنزوح قسرا تجاه غرب المدينة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين أن توقيت تصوير الفيديو في 28 من أغسطس/آب الماضي، قد تم اختياره بعناية، و تزامن مع التهديد الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة.

ويشير أبو هين إلى أن إظهار معالم تثبت أن الجندي موجود داخل مدينة غزة من خلال تصويره أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر يعطي دلالة على إصرار القسام على ما أعلنته سابقا حول بقاء الأسرى لديها في مدينة غزة، في ظل العملية الإسرائيلية التي تستهدف المدينة، ليواجهوا مصيرهم كما الغزيين.

وأوضح المحلل في حديثه للجزيرة نت أن الفيديو يؤكد ما قاله أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في تغريدة له مطلع الأسبوع الماضي "سنحافظ على أسرى العدو بقدر استطاعتنا، وسيكونون مع مجاهدينا في أماكن القتال والمواجهة وفي ظروف المخاطرة والمعيشة ذاتها، وسنعلن عن كل أسير يُقتل بفعل العدوان باسمه وصورته وإثبات لمقتله".

مصدر الصورة عائلات الأسرى تلقت بلاغات بأن العملية في مدينة غزة تزيد من خطر إصابة الأسرى الأحياء (حساب القسام على تليغرام)

وبحسب المحلل السياسي فإن الفيديو يحمل رسالة سياسية وأمنية جريئة، إذ تم تصويره فوق الأرض في قلب مدينة غزة رغم الجهد الاستخباري الهائل المبذول لرصد أي أثر للمقاومة أو أماكن الأسرى الإسرائيليين.

إعلان

ويُعتقد أن الفيديو سيسهم في زيادة تأليب وتحريك الرأي العام الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو، "لأن ظهور بعضهم أحياء يثير السؤال حول ما إذا كانوا سيبقون كذلك مع تصاعد العمليات أم سيتحولون إلى جثامين؟" حسب قوله.

ويرى أبو هين أن توقيت النشر يضيف مزيدا من الجدل داخل الجانب الإسرائيلي حول جدوى وشرعية العملية العسكرية في غزة في وقت يزداد فيه الانقسام الداخلي والضغط الشعبي بشأن مصير الأسرى.

ويشير أبو هين لرسالة غير مباشرة للفيديو "حيث تريد القسام من الفيديو تفنيد ادعاء الاحتلال بأن اغتيال أبو عبيدة قضى على الدعاية في كتائب القسام، لأن الفيديو يبرهن أن آلة المقاومة الإعلامية لا تزال فاعلة وتتحكم في المشهد، وقادرة على بث رسائل متواصلة بمهنية عالية، بما يقوض رواية الاحتلال".

رسائل موجهة

من جهته استشاط وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير غضبا من الفيديو الذي بثته كتائب القسام، وزعم أن الحرب النفسية من جانب حماس هدفها أن توقف العملية في غزة، لكن الرد المطلوب يكون بـ"احتلال كامل، وسحق تام، وتشجيع هجرة واسعة، لأنه بهذه الطريقة فقط يُحسم الأمر، ويُستعاد المحتجزون" حسب قوله.

ويستعرض الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا الرسائل التي أرادت كتائب القسام إيصالها من خلال نشرها للمقطع، ومن أبرزها:


* حياة الأسرى الجنود في خطر، لوجودهم فوق الأرض في مدينة غزة التي تتعرض لعدوان مركز.
* ظهور الأسير ذاته في وقت سابق بالمنطقة الوسطى أثناء تسليم الأسرى يشير إلى أن لدى المقاومة القدرة على الاحتفاظ والتنقل بالجنود من مكان لآخر.
* حديث الأسير أن حياته وثمانية آخرين في خطر، هو بمثابة رسالة أن الأسرى الذين كان من المفترض أن يخرجوا أحياء حسب مقترح الصفقة التي وافقت عليها حماس الشهر الماضي، باتت حياتهم في خطر، وربما يقتلون إذا واصل الاحتلال عدوانه على مدينة غزة.
* الفيديو يظهر مدى التحكم والسيطرة في إخراج المشاهد التي تريد كتائب القسام إرسال رسائل من خلالها لقيادة الحكومة والجيش الإسرائيلي.
* يفضح الفيديو حديث الاحتلال بأن لديه قدرة استخبارية عالية جدا، ويثبت عدم وجود أي معلومات لديه تتعلق بأسراه في غزة، حتى لو كانوا في مناطق عملوا فيها سابقا.
* يعيش الجنود الأوضاع المعيشية الصعبة ذاتها لسكان قطاع غزة ، بما فيها قلة الأكل، وهو ما أشار إليه الجندي بحصوله على بعض المواد الغذائية مؤخرا.
* الرسالة الأهم أن الجنود الأسرى في خطر، والحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية عن حياتهم إذا اقترب الجيش من مدينة غزة. مصدر الصورة بث الفيديو تزامن مع بدء عملية الاحتلال العسكرية في مدينة غزة وسيطرته على عدد من الأحياء فيها (حساب القسام على تليغرام)

يشار إلى أن ضباط شؤون الأسرى والمفقودين توجهوا أمس الخميس إلى عائلات الأسرى، وأبلغوهم أن العملية في مدينة غزة تزيد من خطر إصابة الأسرى الأحياء، ومن اختفاء جثث القتلى، وأنه ليس لدى الجيش معلومات دقيقة عن مكان وجودهم.

وبحسب ما نقلت صحيفة هآرتس العبرية فإن الضباط أخبروا العائلات أنه يتعين عليهم الاستعداد لـ"إرهاب نفسي" من جانب حماس، بما في ذلك نشر مقاطع مصورة لأحبائهم.

إعلان

بالمقابل، جاء في رد من مقر العائلات أنه لم تُعرض أمامهم أي خطة تضمن أن عملية "عربات جدعون 2" لن تتحول إلى "مجزرة الأسرى الستة الثانية"، في إشارة إلى حادثة مقتل 6 أسرى في رفح أثناء محاولة تحريرهم من داخل نفق العام الماضي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا