قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن تل أبيب وواشنطن اقترحتا إنهاء كاملا لعمل بعثة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان ( يونيفيل )، أو تمديدا محدودا لها يشمل انسحابا بالتنسيق مع الجيش اللبناني .
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مطلع (لم تسمه)، أن إسرائيل والولايات المتحدة أبلغتا أعضاء بمجلس الأمن الدولي بمعارضتهما للتجديد التلقائي لولاية البعثة، ومطالبتهما بإعادة تقييم ضرورة استمرار وجود تلك القوة.
ويأتي ذلك قبل مناقشة مجدولة نهاية أغسطس/آب الجاري، بمجلس الأمن بخصوص تمديد ولاية اليونيفيل.
وأوضح المصدر أن إسرائيل والولايات المتحدة طرحتا بديلين للبعثة، أحدهما يشمل إنهاء ولاية اليونيفيل بالكامل والانسحاب التدريجي من المنطقة.
أما البديل الآخر يشمل تمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام واحد فقط، مع مهام محددة تشمل التفكيك المنظم لمواقعها والانسحاب المنسق مع الجيش اللبناني، ونقل المسؤولية الأمنية الكاملة إلى الحكومة اللبنانية.
ويأتي مقترح تل أبيب وواشنطن الذي لم يؤكده أيا من الطرفين رسميا في وقت تضغط واشنطن على الحكومة اللبنانية لسحب سلاح حزب الله وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عقب حرب واسعة شنتها تل أبيب العام الماضي على لبنان شملت قصفا واجتياحا بريا لمناطق في الجنوب.
واليونيفيل قوات طوارئ دولية أممية تنتشر جنوبي لبنان منذ تأسيسها في سبعينيات القرن العشرين بموجب قرارات أممية اتخذت عقب دخول أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسرائيل من لبنان عن طريق البحر وسيطرتهم على حافلة مدنية.
وقد ردت إسرائيل على العملية الفلسطينية باحتلال معظم منطقة جنوب لبنان في مارس/آذار 1978 باستثناء مدينة صور وضواحيها.
وفي 19 مارس/آذار 1978، تبنى مجلس الأمن الدولي القرارين 425 و426 وطالب إسرائيل بوقف أعمالها العسكرية وسحب قواتها من جميع الأراضي اللبنانية، وأعلن قرار إنشاء قوة يونيفيل التي وصلت طلائعها إلى المنطقة يوم 23 مارس/آذار من العام نفسه.
وتتمثل أولوية يونيفيل في ضمان استقرار المنطقة وحماية السكان، والحفاظ على وقف إطلاق النار . ولديها السلطة والقدرة على الرد بقوة على الأعمال العدائية، ويمكن لأفرادها ممارسة حقهم في الدفاع عن النفس واستخدام القوة لضمان عدم استخدام مناطق عملياتها لأعمال عدائية.
وبلغ عدد جنود قوات يونيفيل نحو 10 آلاف جندي حتى مطلع سبتمبر/أيلول 2024، وينتمون إلى نحو 50 دولة أبرزها: فرنسا وجمهورية كوريا الجنوبية و بنغلاديش وغانا وبولندا وإندونيسيا وإيطاليا وإسبانيا وتنزانيا وماليزيا ويجدد مجلس الأمن الدولي سنويا ولايتها بناء على طلب من حكومة لبنان.
وتنتشر يونيفيل جنوب لبنان، ما بين نهر الليطاني شمالا والخط الأزرق جنوبا. ويقع مقرها في بلدة الناقورة. وتنتشر بحريا على امتداد الساحل اللبناني بأكمله.