مع انطلاق موسم صرام التمور في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، أطلق صندوق التنمية الزراعي بالتعاون مع المركز الوطني للنخيل والتمور برنامجًا لتمويل التكاليف التشغيلية لشراء التمور، بحد تمويلي يصل إلى 750 ألف ريال، ومدة سداد سنة واحدة، بهدف تعزيز السيولة المالية للمزارعين والمشترين، ورفع كفاءة الأسواق الموسمية واستدامتها. ويشترط للحصول على التمويل الحصول على خطاب تأييد من المركز الوطني للنخيل والتمور.
ويستهدف البرنامج الأفراد والمنشآت متناهية الصغر، لتوفير السيولة اللازمة لشراء التمور وتداولها خلال الموسم، مما يسهم في زيادة حركة البيع وجذب مزيد من المشترين للأسواق، ودعم البائعين والمصنعين على حد سواء. ويعد هذا التمويل من القروض قصيرة الأجل المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات سوق التمور في المملكة.
تنمية الاستثمار بالتمور
البرنامج لا يقتصر على تمويل التكاليف فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تنمية الاستثمار في قطاع النخيل والتمور، وتطوير منظومة متكاملة من الخدمات لتحقيق الكفاءة الإنتاجية، وتوفير حلول تمويلية مبتكرة تلائم احتياجات السوق، إضافة إلى خلق فرص وظيفية جديدة، ودعم قدرات المزارعين على تحسين الجودة وزيادة الإنتاج بما يعزز تنافسية التمور السعودية محليًا ودوليًا.
وفي واحة الأحساء، التي تعد من أكبر مراكز إنتاج التمور في المملكة، أشاد مزارعو النخيل بهذه الخطوة، معتبرين أنها امتداد لحزمة مبادرات يقدمها الصندوق لدعم القطاع الزراعي. وأكدوا أن المستفيدين الأوائل من التمويل هم المزارعون، عبر تحفيزهم على التوسع في الإنتاج ورفع جودة المحصول، بما ينعكس على تسويق التمور في الداخل والخارج وتعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد المحلي.
إقبال كبير
المزارعون توقعوا أن يلقى البرنامج إقبالًا واسعًا من العاملين في زراعة وتسويق وتصنيع التمور، واصفين التمويل بأنه أشبه بـ«مكافأة تحفيزية» لهذه الشريحة، مع إمكانية تحقيق أرباح لا تقل عن 100 ألف ريال صافي ربح للمقترض، فضلًا عن كونه فرصة لدخول فئات جديدة من الشباب إلى الأسواق الموسمية.
وتوضح بيانات زراعية حديثة أن نخيل «الخلاص» يهيمن على المشهد الزراعي في الأحساء، إذ يصل عدده إلى 1.821 مليون شجرة، يليه نخيل «رزيز» بعدد 347 ألف شجرة، بينما تتراوح أعداد الأصناف الأخرى بين 57 و113 ألف شجرة، في حين تظل بعض الأصناف مثل البرحي والهلالية وأم رحيم وحاتمي محدودة الزراعة بعدد يتراوح بين 15 و27 ألف شجرة. وتعود أفضلية تمور الخلاص إلى جودتها العالية، وارتفاع الطلب المحلي والعالمي عليها، وتعدد استخداماتها في الصناعات التحويلية، وقدرتها على التكيف مع مناخ الأحساء.
آلية التقديم
أما آلية التقديم للحصول على التمويل فتبدأ عبر منصة الأسواق الموسمية لتقديم طلب التأييد، ثم الحصول على خطاب من المركز الوطني للنخيل والتمور، قبل رفع الطلب عبر موقع صندوق التنمية الزراعية مرفقًا بخطاب التأييد.