حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أمجد الشوا من خطورة تعليق إسرائيل لعمل أكثر من 20 منظمة إغاثية دولية في قطاع غزة، إذ تدير تلك المنظمات ثُلث المستشفيات الميدانية بالقطاع منذ عشرات السنوات، كما شكلت تلك المنظمات طوق النجاة لضحايا الحرب في مختلف القطاعات.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت تعليق عمل أكثر من 20 منظمة إنسانية دولية في قطاع غزة، وفي مقدمتها منظمة "أطباء بلا حدود"، وحددت مطلع عام 2026 كحد أقصى لإنهاء عملياتها ومغادرة المنطقة، في خطوة وصفتها الهيئات الأهلية الفلسطينية بأنها "تداعيات كارثية" ستؤدي إلى شلل الخدمات الصحية والإغاثية الأساسية.
واتهمت وزارة شؤون المغتربين الإسرائيلية منظمة "أطباء بلا حدود" بعدم توضيح أدوار بعض موظفيها المتهمين بالتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبررت الحكومة الإسرائيلية هذه الخطوة بـ"إخفاق المنظمات في استكمال شروط التسجيل"، وحددت الأول من يناير/كانون الثاني المقبل موعدا لإلغاء التراخيص، مع إلزام هذه المنظمات بإنهاء كافة أنشطتها ومغادرة المنطقة بحلول الأول من مارس/آذار المقبل، وهو ما يراه مراقبون محاولة لتشديد الحصار وإخراج الشهود الدوليين على الأوضاع الإنسانية المتردية.
وكانت تلك المنظمات تمثل حلقة الوصل الأخيرة بين الغزي وأبسط أشكال المساعدات التي تؤمن له ولو كسرة خبز يومية على أقل تقدير.
وأوضح تبني المنظمات الدولية موقفا موحدا برفض الشروط الإسرائيلية الجديدة، والتي تتمثل في القيام بـ"فحص أمني" للموظفين المحليين وهو ما يتنافى مع مبادئ العمل الإنساني ومبدأ الخصوصية ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن هذا التضييق يتزامن مع محاولات تلافي الشلل الكبير الذي تعاني منه وكالة "الأونروا" في الفترة الأخيرة، لافتا إلى تقديم الأونروا خدماتها لـ1.2 مليون نسمة كما تدير تعليم 300 ألف طالب، مؤكدا أن كافة المنظمات الدولية -ومنها الأونروا- يمثلون العمود الفقري الذي لا يمكن استبداله أو تعويضه.
وناشد الشوا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل السماح للمنظمات بالعمل بدون أي عراقيل وبدون أي أوامر تسجيل جديدة تعيق وتنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وبدوره، أعرب الشوا عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية خلال الأسبوعين القادمين، مشيرا إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ببدء المرحلة الثانية في قطاع غزة.
وربط الشوا بين تصريحات ترامب والتحركات الإسرائيلية الأخيرة، معتبرا أن غزة مقبلة على فترة ستسوء فيها الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مما يستدعي تدخلا دوليا فوريا لوقف انتهاك القانون الدولي الإنساني قبل فوات الأوان.
المصدر:
القدس