أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، عن ثقته بأن عددا من الدول سيشارك في قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب الإسرائيلية، مؤكدا في الوقت ذاته أن تحقيق السلام في القطاع يظل مستحيلا من دون نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقال روبيو، في تصريحات للصحفيين بواشنطن، إن لديه “ثقة كبيرة بأن هناك عددا من الدول المقبولة لدى جميع الأطراف، وهي مستعدة للمشاركة في قوة الاستقرار”، في إشارة إلى الجهود الدولية الرامية إلى إدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة وضمان الاستقرار الأمني فيها.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن “السلام لن يكون ممكناً” إذا ظلت حركة حماس قادرة على تهديد تل أبيب أو شن هجمات مستقبلية ضدها، معتبرا أن نزع سلاح الحركة “أمر بالغ الأهمية”.
وأضاف أن أي استثمارات لإعادة إعمار قطاع غزة ستبقى غير قابلة للتحقق إذا ظل الاعتقاد سائدا بأن حربا جديدة قد تندلع خلال عامين أو ثلاثة.
وأكد روبيو أن توفير بيئة أمنية مستقرة يمثل شرطا أساسيا لنجاح أي مسار سياسي أو اقتصادي في القطاع، مشيرا إلى أن غياب هذا الشرط سيقوض أي جهود لإعادة الإعمار أو التعافي الاقتصادي.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن أمل بلاده في أن تفضي المحادثات الجارية بين السلطات اللبنانية وإسرائيل إلى تشكيل حكومة لبنانية قوية ونزع سلاح حزب الله، بما يسهم في منع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وقال روبيو، خلال مؤتمر صحفي، إن “الولايات المتحدة تأمل أن تؤدي المحادثات بين السلطات اللبنانية والإسرائيليين إلى وضع خطوط عريضة وطريقة للمضي قدما تحول دون تفاقم الصراع”، في إشارة إلى المساعي الأمريكية لاحتواء التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وكشف روبيو أن العمل ما يزال جاريا على تشكيل ما وصفه بـ”مجلس السلام في غزة”، موضحا أن واشنطن تواصل تنفيذ المرحلة الأولى من الترتيبات المتعلقة بالقطاع، وتسعى إلى الانتقال لاحقا إلى المرحلتين الثانية والثالثة.
وتأتي هذه التصريحات في سياق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤلفة من 20 نقطة بشأن غزة، والتي أُعلن عنها في أيلول/سبتمبر الماضي، وتنص على إرسال قوة من دول إسلامية للإشراف على فترة انتقالية لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي داخل القطاع.
وبحسب الخطة، تعتزم واشنطن البدء بنشر هذه القوات الدولية في أقرب وقت ممكن، اعتباراً من الشهر المقبل كانون الثاني/ يناير، في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومنع عودة القتال.
وفي السياق ذاته، أصدر البيت الأبيض في 29 أيلول/سبتمبر الماضي٬ خطة مفصلة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، يتبعها برنامج شامل لإعادة الإعمار وإعادة تنظيم الوضعين السياسي والأمني في القطاع.
وتسعى الخطة إلى تحويل غزة إلى “منطقة خالية من السلاح”، مع إنشاء آلية انتقالية للحكم بضمانات دولية وإقليمية، تحت إشراف مباشر من الرئيس ترامب، عبر هيئة دولية جديدة تُعنى بمتابعة تنفيذ الترتيبات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وتزامنت تصريحات روبيو مع إعلان الأمم المتحدة، الجمعة، أن “المجاعة في غزة انتهت”، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الغالبية العظمى من سكان القطاع ما زالوا يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب واستمرار القيود المفروضة على الحركة والإمدادات.
المصدر:
القدس