آخر الأخبار

شبكة معقدة ومنظمة تقف وراء عمليات نقل مئات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول ثالثة

شارك

كشف تقرير صحفي عن شبكة معقدة ومنظمة تقف وراء عمليات نقل مئات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول ثالثة مثل جنوب أفريقيا وماليزيا وإندونيسيا وتورطت فيها شركة المجد ومكتب الهجرة الطوعية الإسرائيلي الذي أنشئ حديثا بشكل رئيسي.

وقال التقرير إن مجموعة تضم نحو 100 فلسطيني من غزة غادروا إسرائيل مساء الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وقد غادرت غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وبعد خضوعهم لفحوصات أمنية إسرائيلية في معبر كرم أبو سالم، نُقلوا بالحافلات إلى مطار رامون قرب إيلات، حيث استقلوا رحلة طيران مستأجرة إلى نيروبي في كينيا، وهناك انتقلوا إلى طائرة مستأجرة أخرى هبطت في جوهانسبرغ صباح الخميس.

لكن الغزيين صُدموا بأن حكومة جنوب أفريقيا ترفض استقبالهم وتريد إعادتهم إلى غزة، وبحسب مصادر في المطار كانت في استقبال المجموعة قالت إنها أبلغت بأن السلطات الجنوب أفريقية ترفض السماح للركاب بالنزول، وأنهم ليسوا جرحى ولا مرضى ولا يحملون جنسية مزدوجة.

وأضافت الصحيفة أن هذه هي المجموعة الثانية من الغزيين الذين يسافرون إلى جنوب أفريقيا خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرة إلى أن المجموعة السابقة سلكت الطريق نفسه ودخلت جوهانسبرغ دون أي مشكلة.

وقالت منسقية أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوغات) إن مغادرة الغزيين تُنسّق عادة بين السلطات الإسرائيلية والدول المستقبِلة مباشرة في حالة أصحاب الجنسيات المزدوجة أو الطلاب الحاصلين على تأشيرات دراسية، أو عبر منظمة الصحة العالمية التي تشرف على إجلاء الجرحى والمرضى إلى الدول المضيفة.

وختمت الصحيفة بأنه قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، قال مصدر أمني إنه بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لنقل سكان غزة إلى خارج القطاع، قررت الحكومة الإسرائيلية تخفيف القيود على الفلسطينيين الراغبين بالمغادرة، ومن بين الإجراءات تخفيف المعايير الأمنية بشكل كبير. ووفقا للمصدر، يتم الآن الموافقة على ما لا يقل عن 95% من طلبات الخروج، مقارنة بنسبة أقل بكثير قبل القرار الحكومي.

وتسمح إسرائيل حاليا بخروج سكان غزة عبر مسارين رئيسيين: نقلهم إلى مطار رامون إذا أرسلت الدولة المستقبِلة طائرة لاصطحابهم، أو عبر معبر جسر اللنبي إلى الأردن. وحتى الآن، غادر نحو 7 آلاف فلسطيني من غزة عبر معبر كرم أبو سالم، إما باتجاه الأردن أو للسفر إلى الخارج عبر مطار رامون، في حين خرج نحو 30 ألفا آخرين إلى مصر عبر معبر رفح.

خلفية عامة: من “الهجرة الطوعية” إلى التهجير الناعم من غزة

الرحلات الجوية المشبوهة: توثيق مسارات التهجير من رامون إلى أفريقيا وآسيا

جمعية “المجد أوروبا”: واجهة إنسانية لتهجير الغزيين وجمع بياناتهم

مكتب الهجرة الطوعية في إسرائيل: الغطاء الرسمي لتفريغ غزة من سكانها

تومر ليند وشبكة الشركات الوهمية: الدور الخفي في إدارة مشاريع التهجير

كوبي بليتشتاين واليمين الإسرائيلي: البعد السياسي لمخطط إفراغ غزة

البيانات الملاحية توثق الرحلات

وفقا لمعلومات حصلت عليها صحيفة هآرتس، فإن الرحلة الأخيرة التي حدثت في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 غادرت غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

ومن معبر كرم أبو سالم، نُقلوا بالحافلات إلى مطار رامون قرب إيلات، حيث استقلوا رحلة طيران مستأجرة إلى نيروبي في كينيا. وهناك، انتقلوا إلى طائرة مستأجرة أخرى هبطت في جوهانسبرغ صباح الخميس.

مجموعة تضم نحو 100 فلسطيني من غزة غادروا إسرائيل مساء الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وقد غادرت غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

وبمراجعة سجلّ الطائرات التي غادرت إيلات باتجاه كينيا، تبيّن وجود طائرة تابعة لشركة FLYYO، وهي شركة طيران رومانية تجارية تحت قيادة الرئيس التنفيذي زيف مايبريدج إسرائيلي الجنسية.

وقد بدأت الشركة نشاطها في إسرائيل في شهر فبراير/شباط الماضي، مما يثير الشكوك حول تعامل الشركة مع إسرائيل، وبعد مرور شهر واحد فقط، أعلن مكتب الهجرة في إسرائيل عن بدء نقل الغزيين في الشهر نفسه إلى دول في أفريقيا وآسيا.

وبالبحث في سجل طائرات الشركة تبين أن إحداها تحمل رقم التسجيل YR-ADD وبمراجعة سجلها لم يكن لها رحلات من إسرائيل لأفريقيا باستثناء هذه الرحلة بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد غادرت هذه الطائرة مطار رامون قرب إيلات يوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر/تشرين الثاني الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش (7:00 مساء بتوقيت إسرائيل)، ووصلت إلى العاصمة الكينية نيروبي في الساعة 21:59 بتوقيت غرينتش (11:59 مساء بتوقيت إسرائيل).

مسار الرحلة من إيلات حتى نيروبي (الجزيرة)

ثم انتقلنا لتتبّع الطائرة التي نقلت الركّاب من نيروبي إلى جنوب أفريقيا، وبمراجعة سجلّ مطار جوهانسبرغ لم نجد سوى طائرة واحدة هبطت صباحا في المطار قادمة من نيروبي يوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

وتبيّن أن الطائرة تتبع لشركة Global Aviation الجنوب أفريقية، وتحمل رقم التسجيل ZS-GAC، وهي طائرة نقل تجارية تعمل عادة على خطّ الركاب بين جنوب أفريقيا وكينيا، وقد انطلقت الطائرة في الساعة 02:07 بتوقيت غرينتش — أي بعد نحو 5 ساعات من وصول الرحلة التي يعتقد انها أقلّت الغزيّين ووصلت إلى جوهانسبرغ في الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش.

مسار الرحلة من نيروبي إلى جنوب أفريقيا (الجزيرة)

ليست المرة الأولى

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتقد أنها نقلت فيها الغزاويين من غزة، فحسب تقارير كانت أولى رحلات نقل الغزيين في 19 مارس/آذار 2025 حيث غادر 70 غزيا من حاملي الجنسيات الأجنبية أو ذوي الروابط العائلية بالخارج من مطار رامون في جنوب إسرائيل على متن طائرة عسكرية رومانية متجهة إلى أوروبا، وقالت السلطات الإسرائيلية إنها ساعدت في عملية الإجلاء في إطار سياسة الهجرة التي تعتمدها.

ووجدنا بالفعل طائرة رومانية عسكرية غادرت مطار رامون باتجاه رومانيا يوم 19 مارس/آذار 2025، تحمل الرقم التسجيلي 6166 من طراز C130.

وتكررت هذه الرحلة في 17 سبتمبر/أيلول 2025، حيث خرجت طائرة عسكرية رومانية تحمل الرقم 9143 من طراز C130 أيضا، تحركت من مطار رامون إلى رومانيا، وفي اليوم نفسه نشرت عدة مصادر إسرائيلية أن 550 شخصا غادروا غزة إلى وجهات عديدة (منها رومانيا)، حيث قال مكتب التنسيق (COGAT) إن معظم الذين غادروا غزة في هذا اليوم هم من المرضى الفلسطينيين ومقدمي الرعاية لهم.

رحلات أخرى

وقالت هآرتس إن مجموعة من سكان غزة، تضم 57 شخصا، غادرت القطاع في 27 مايو/أيار 2025، وفي الليلة التي سبقت مغادرتهم، تلقى العشرات من السكان رسالة عبر تطبيق "واتساب" تتضمن عنوانا محددا في القطاع ليتوجهوا إليه، ومن هناك، توجهوا بالحافلات إلى معبر "كرم أبو سالم".

وانطلقت الحافلة بعد تفتيش إسرائيلي إلى مطار رامون، حيث صعدت المجموعة على متن طائرة مستأجرة من شركة "Flylili" الرومانية، والتي توجهت إلى بودابست، ومن هناك واصل المسافرون رحلتهم إلى إندونيسيا وماليزيا.

وبمراجعة رحلات شركة Flylili وجدنا أنه كانت لها رحلة بالفعل من إيلات إلى بودابست في المجر في 27 مايو/أيار 2025، كان رقمها FL7000 وهو رقم لم تسجل عليه أي رحلة مشابهة، على عكس رحلات الطائرة الثانية المكررة.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا