آخر الأخبار

بينما يتدفأ العالم.. غزة تواجه الشتاء بخيام ممزقة وألم بلا سقف

شارك

اختبار قاس لمن لا سقف لهم بينما يتدفأ العالم على مواقد الشتاء، وتتحول الأمطار في مدن كثيرة إلى موسيقى تغنى للنوافذ، تهطل السماء في غزة كاختبار قاس جديد لحياة أنهكها الحصار والعدوان، المطر في غزة لا يزور بخير، بل يطرق الخيام المهترئة بعنف، ويوقظ الخوف في قلوب آلاف النازحين الذين باتت السماء سقفهم الوحيد.

لم يكن المطر عابرا في قطاع غزة، بل سيولا غمرت الخيام، ورياحا اقتلعت ما تبقى من ستر مؤقت، ومياها تسللت حتى إلى مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، الذي ما زال يضمد جراحه بعد دمار واسع خلفته آلة الحرب، أقسام الاستقبال والطوارئ تعطلت، والخيام غرقت، والناس استيقظوا على واقع أشد قسوة من ليل بلا كهرباء.

حياة في العراء بلا مأوى هكذا يعيش الفلسطيني شتاءه في غزة؛ بين خيمة لا تصمد أمام الريح، ومستشفى مدمر لا يملك ما يكفي من الإمكانات، وسماء لا تتوقف عن البكاء، في غزة، لا يقاس الشتاء بدرجة البرودة، بل بعدد الخيام التي اقتلعت، وعدد العائلات التي وجدت نفسها فجأة في العراء، بلا مأوى ولا أمل قريب.

المطر في غزة لا يزور بخير، بل يطرق الخيام المهترئة بعنف، ويوقظ الخوف في قلوب آلاف النازحين الذين باتت السماء سقفهم الوحيد.

"نشعر أننا نعاقب" بهذه الكلمات عبر المواطن أبو إسلام عبد الله، وهو أب لأربعة أطفال نزح من شمال القطاع، "كنا نعتقد أن الخيمة ستحمينا مؤقتا، لكن الرياح مزقتها خلال دقائق، حملت أطفالي ووقفت تحت المطر لا أعرف أين أذهب، كل شيء ابتل، الفرش، الملابس، حتى الطعام، نشعر أننا نعاقب فقط لأننا بقينا أحياء".

وفي منطقة المواصي جنوب القطاع، تروي أم محمد جرادة، وهي أرملة فقدت زوجها خلال الحرب، حكاية ليلة لا تنسى: "المطر دخل خيمتنا من كل الجهات، حاولت رفع أطفالي فوق الأغطية حتى لا يبتلوا، لم أكن أبكي من البرد، بل من العجز، لا جدران تحمينا، ولا أحد يسمعنا، نحن نعيش على حافة الانهيار، خيمة فوق طين، وحياة فوق انتظار".

ويعاني النازحون في قطاع غزة أوضاعا إنسانية صعبة في ظل سوء الأحوال الجوية وتتابع المنخفضات، ولا سيما في ظل انعدام وسائل الحماية وغياب البدائل الآمنة للإيواء.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا