مع إسدال الستار على عام 2025، يكشف حصاد الشهور المنقضية في قطاع غزة عن واحد من أكثر الأعوام قسوة في تاريخ الحصار وتوالت على مدار العام مشاهد تجسّد انهيارا إنسانيا وتجويعا غير مسبوق.
يناير/كانون الثاني. هدنة قصيرة وازدحام على الشاحنات
ومع بدء الهدنة بين إسرائيل وحماس في 22 يناير/كانون الثاني، أقر الاتفاق دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا، نصفها إلى شمال القطاع المهدد بالمجاعة. وظهرت مشاهد قاسية للفلسطينيين وهم يطاردون الشاحنات، ويتسلقونها ويُسقطون منها صناديق الإغاثة في سباق مع الجوع.
تجمّع فلسطينيين حول شاحنات مساعدات إنسانية معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة في يناير/كانون الثاني 2025 (الفرنسية)
وفي 28 يناير/كانون الثاني، صعّدت إسرائيل موقفها السياسي ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ أعلن سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون مهلة 48 ساعة لإنهاء عمليات الوكالة في القدس، في حين واصلت اتهاماتها للوكالة بالتورط في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
دمار في مستودعات ومركبات تابعة لوكالة أونروا في رفح، جنوب قطاع غزة. 22 يناير/كانون الثاني 2025 (الأناضول)
فبراير/شباط – تحذيرات أممية من اقتراب انهيار الأمن الغذائي
وحذّرت الأمم المتحدة من تدهور خطير في الأمن الغذائي، مع تصاعد أعداد المهددين بالجوع نتيجة استمرار النزاعات، وارتفاع أسعار الغذاء، وتراجع سلاسل الإمداد، مؤكدة أن التأخير في الاستجابة الإنسانية قد يقود إلى كارثة واسعة النطاق.
أطفال يمدّون أوعيتهم الفارغة للحصول على الطعام الذي توزّعه مؤسسات خيرية (الأناضول)
مارس/آذار.. عودة الحصار وشاحنات عالقة
ومع انهيار الهدنة في الثاني من مارس/آذار أُغلقت بوابة رفح أمام المساعدات. واصطفّت شاحنات المساعدات لأيام بدون السماح لها بالعبور. وعاد الناس في غزة للبحث عن الطعام في المراكز الخيرية، ووقف الأطفال في طوابير تحمل قدورا فارغة.
أطفال يتجمعون لتلقي الطعام في مطبخ خيري خلال رمضان جنوب القطاع في الثالث من مارس/آذار 2025 (رويترز)
أبريل-مايو.. تحذيرات من المجاعة وانهيار المنظومة الصحية
وازدادت مؤشرات المجاعة مع استمرار منع الوقود والغذاء في أبريل/نيسان.
وفي الأول من مايو/أيار، قال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الدكتور مايكل ريان إن "أجساد وعقول أطفال غزة تتكسر".
طفل فلسطيني يبلغ 5 سنوات يتلقى العلاج من سوء تغذية حاد في مستشفى ناصر بخان يونس في 31 مايو/أيار 2025 (الأوروبية)
واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدها بأسابيع بأن "كثيرين يموتون جوعا في غزة"، على الرغم من أن جولته الشرق أوسطية لم تُفضِ إلى وقف جديد لإطلاق النار.
وفي مخيمات القطاع، ظهرت مشاهد مأساوية لأطفال يلتهمون بقايا الطعام من قاع القدور، مع تأكيد برنامج الغذاء العالمي أن المساعدات الموعودة لم تصل، وشهدت أواخر مايو/أيار واحدة من أكثر لحظات الفوضى دموية حول المساعدات.
طفل فلسطيني يجمع بقايا الطعام من قاع قدر فارغ في خان يونس جنوب قطاع غزة في 14 مايو/أيار 2025 (أسوشيتد برس)
يونيو/حزيران.. القتل عند نقاط توزيع الطعام
وقُتل في الثالث من يونيو/حزيران ما لا يقل عن 24 فلسطينيا أمام موقع لتوزيع المواد الغذائية في خان يونس إثر إطلاق نار إسرائيلي، وفق وزارة الصحة في غزة.
نقل جثامين فلسطينيين سقطوا قرب مركز توزيع مساعدات في رفح جنوب قطاع غزة في يونيو/حزيران 2025 (الفرنسية)
ولم يتوقف المشهد عند الجوع، إذ بدأ القطاع الصحي ينذر بالانهيار مع تكديس الأطفال الخدّج في حاضنة واحدة بسبب نقص الوقود.
أطفال خدّج داخل حضّانة طبية مكتظة بسبب نقص الوقود في قطاع غزة في يونيو/حزيران 2025 (رويترز)
يوليو/تموز.. أطفال يموتون جوعا
وأدى سقوط صاروخ إسرائيلي في 13 يوليو/تموز إلى مقتل 8 بينهم 6 أطفال قرب نقطة توزيع مياه في مخيم النصيرات.
ومع تزايد وفيات الجوع، ظهر الطفل مصعب الدبس (14 عاما) وقد أنهكه سوء التغذية في مستشفى الشفاء.
المصدر:
القدس