مع اقتراب عيد الأنوار (الحانوكاه) اليهودي، تتزايد المخاوف من اقتحامات جماعية للمستوطنين للمسجد الأقصى، خاصة وأن أول أيام العيد يوافق الخامس عشر من ديسمبر.
يستمر عيد الأنوار ثمانية أيام، يحتفل خلالها اليهود بإضاءة الشموع إحياءً لذكرى انتصار الحشمونيين على الإغريق وإعادة الحكم اليهودي إلى القدس في القرن الثاني قبل الميلاد، وفقًا لروايتهم. وتقول الأسطورة إن الحشمونيين وجدوا كمية قليلة من الزيت تكفي ليوم واحد فقط، لكنها استمرت في الإضاءة لمدة ثمانية أيام.
تصر جماعات الهيكل المتطرفة على ربط عيد الأنوار بالمسجد الأقصى، حيث يتعمد المستوطنون إشعال الشموع داخله ومحاولة إدخال الشمعدان إلى ساحاته.
شهد العام الماضي انتهاكات مماثلة، حيث أدى المقتحمون طقوسًا وصلوات توراتية مرتدين لفائف التيفلين، وأشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين.
تشير إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى أن 2556 مستوطنًا اقتحموا الأقصى خلال عيد الأنوار في العام الماضي، مقارنة بـ 1332 في عام 2023 و 1800 في العام الذي سبقه.
في إطار الاستعدادات السنوية للعيد، وُضع شمعدان ضخم في ساحة البراق في السابع من ديسمبر الجاري، لإضاءة شعلة كل يوم مع غروب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط.
أكد الناشط السياسي كمال الخطيب أن إصرار الجماعات المتطرفة على إقحام الأقصى في عيد الأنوار يعكس صراعًا على الأرض والمكان، وليس له علاقة بالدين، بل هو جزء من مشروع أيديولوجي يهدف إلى السيطرة على المسجد.
أوضح الخطيب أن المستوطنين يعتمدون سياسة 'الخطوة خطوة' في مشاريعهم في المسجد الأقصى، حيث يتقدمون خطوة ثم يقيّمون رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي، وبناءً عليه يقررون الخطوة التالية.
وصف الشيخ كمال الخطيب المرحلة الحالية بأنها مرحلة 'إدارة الظهر' من قبل الأنظمة العربية والإسلامية، مما يشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية في الأقصى.
في ختام حديثه، أكد الخطيب أن المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني هم صمام الأمان للأقصى، ويجب عليهم الاستمرار في الرباط والتواصل معه، حتى يأتي اليوم الذي تدرك فيه الأمة ضرورة التحرك لإنهاء هذا الوضع.
المصدر:
القدس