آخر الأخبار

عبد الرحمن يوسف: شاعر الثورة ومأساة الاختطاف

شارك

في حياة الأمم، هناك لحظات مضيئة يقودها شعراء ومفكرون يحملون الأمل في ليالي الظلام. هؤلاء ليسوا مجرد كتّاب، بل هم صُنّاع الوعي وحراس المعنى. ومن بين هؤلاء الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، الذي كان له دور بارز في تشكيل وجدان الثورة المصرية. بعد مرور أكثر من ثلاثمئة يوم على اختطافه، لا يزال مصيره مجهولًا، وصوته محجوبًا، مما يعكس مأساة أمة تعاني من قمع أحلامها.

تفاصيل اختطاف عبد الرحمن تثير الألم في الضمير العربي. شاعر معروف، لا يحمل سلاحًا، يُختطف من لبنان بعد زيارته لسوريا، ويُرحّل إلى الإمارات في عملية غامضة. ورغم مرور الوقت، لا أحد يعرف مكانه أو التهم الموجهة إليه، مما يبرز الانحدار الذي وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في التعامل مع حرية التعبير.

عبد الرحمن يوسف ليس مجرد اسم عابر، بل هو شاعر الثورة الذي كانت قصائده تُقرأ في الميادين. كتب عن الحرية والظلم والوطن، وصوته أصبح مرآة لآمال الملايين. اعتقاله ليس بسبب جريمة، بل لأنه حمل قلمًا شريفًا في زمن يكره الأقلام.

عبد الرحمن يوسف ليس مجرد شاعر، بل هو رمز للحرية والكرامة.

الشعر، في نظر المستبدين، ليس مجرد كلمات، بل هو طاقة تحريضية وشرارة وعي. الشعراء كانوا دائمًا قادة رأي ومفكرين، وعبد الرحمن يوسف يمثل هذا الدور بامتياز. قصائده تكشف المستبدين وتعيد للناس شجاعتهم.

وراء المأساة السياسية تكمن مأساة إنسانية، حيث تعيش أسرته في حالة من القلق والانتظار. الصمت الرسمي حول مصيره يزيد من معاناة عائلته، وكأن حياة شاعر عربي أصبحت شيئًا يمكن تجاهله. إن غياب عبد الرحمن يعني غياب صوت من أهم أصوات الوعي الجمعي، مما يؤكد أن أمة تُسجن شعراءها تفقد قدرتها على التعبير عن نفسها.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا