آخر الأخبار

مؤتمر "العهد للقدس" في إسطنبول: تجديد الالتزام بفلسطين ومواجهة الإبادة

شارك

بدأت في إسطنبول فعاليات مؤتمر "العهد للقدس"، الذي يهدف إلى إعادة تأكيد الإجماع الشعبي العربي والإسلامي والعالمي على إدانة و تجريم ما يحدث في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تفعيل الجهود لملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم، ورفض جميع أشكال التطبيع، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة حقوقه كاملة، وعلى رأسها القدس.

يأتي هذا المؤتمر بمبادرة من مؤسسة القدس الدولية، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الشعبية والأهلية العربية والإسلامية، بما في ذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمنتدى العالمي للوسطية، ورابطة "برلمانيون من أجل القدس"، ومنتدى مسلمي أوروبا، وهيئة علماء فلسطين، وجمعية البركة الجزائرية، والائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين.

يشارك في المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين، أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، تحت شعار "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة".

تتضمن فعاليات المؤتمر جلسات متنوعة تتناول قضايا مثل "القدس: إرادة في مواجهة التصفية"، و"الضفة: إرادة وصمود في مواجهة التهجير"، و"الأقصى: إرادة في مواجهة التهويد".

كما يشمل المؤتمر جلسات حول "إرادة في مواجهة الأسر والتذويب"، و"إرادة في مواجهة التطبيع والإخضاع"، وصولاً إلى الجلسة الختامية بعنوان "إرادة الأمة في وجه التصفية"، التي تسعى إلى وضع رؤية مشتركة لآليات العمل الشعبي والمؤسسي في المرحلة القادمة.

أكد حميد الأحمر، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في كلمته الافتتاحية، أن هذا اللقاء يجسد إرادة الأمة وأحرار العالم في رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي في ظل حرب إبادة في غزة، ومحاولات تصفية هوية القدس وتهجير سكان الضفة الغربية، وقمع القضية الفلسطينية في أراضي 48 واللاجئين والأسرى، ودعا إلى أن يكون المؤتمر نقطة تحول مؤثرة لكسر حرب الإبادة وتجديد العهد للقدس وفلسطين.

من جهته، أوضح خالد السفياني، رئيس المؤتمر العربي العام، أن المقاومة وفلسطين أصبحتا عنواناً موحداً للعرب والمسلمين وأحرار العالم في مواجهة الخطر المزدوج المتمثل في العدوانية الإسرائيلية والتواطؤ الغربي، في مقابل صمود الشعب الفلسطيني الذي أثار إعجاب العالم وأطلق أكبر موجة تعاطف شعبي مع فلسطين في التاريخ الحديث.

وفي مداخلة عبر الفيديو، حذر خالد مشعل، القيادي في حركة حماس، من مخطط شامل لتغيير غزة ديموغرافيا وأمنيا، وتهويد القدس، وضم الضفة، واستهداف الأسرى، والمنطقة بأسرها تحت مسمى "إسرائيل الكبرى".

الهدف الأعلى هو تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر.

ودعا مشعل إلى اتخاذ خطوات استراتيجية، تشمل جعل تحرير القدس المشروع المركزي للأمة، وتسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، ورفض أي وصاية أو انتداب، وحماية المقاومة، وإنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، وتحرير الأسرى، وبناء وحدة وطنية حقيقية، واعتماد استراتيجية عربية وإسلامية لمواجهة التطبيع والهيمنة، وملاحقة الاحتلال أمام المحافل الدولية، وبناء تحالف عالمي لدعم فلسطين.

أكد محمد الحسن ولد الددو، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن المشاركين في المؤتمر هم جزء من المقاومة، طالما أنهم يقفون في وجه الحرب ويمثلون أحرار العالم بمختلف أديانهم.

ودعا الددو المشاركين إلى تحمل المسؤولية ونقل رسالة المؤتمر إلى شعوبهم، مؤكداً أن التاريخ سيسجل مواقف الداعمين للقضية الفلسطينية.

اختتم محمد سليم العوا، الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، بالتأكيد على أن الهدف الأسمى هو تحرير فلسطين كاملة.

أكد علي إبراهيم، الباحث في الشأن المقدسي وعضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر، أن التحدي الأكبر يكمن في القدرة على ترجمة مخرجات المؤتمر إلى خطط عملية قابلة للتنفيذ، مشيراً إلى أن مؤتمر هذا العام يتميز بتركيبته التي تجمع بين الجانب السياسي والمعرفي والعملي.

وأوضح إبراهيم أن المؤتمر يهدف إلى تقديم برنامج معرفي متخصص من خلال جلسات معمقة تناقش قضايا مثل مواجهة الإبادة والتصفية، وسياسات السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية، والاعتداءات على المسجد الأقصى، بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين.

وأشار إلى أن المؤتمر سيسعى إلى إصدار مخرجات نوعية تشكل إطار عمل مشترك تتبناه المؤسسات والجهات المشاركة، وسيتم متابعة تنفيذ هذه المخرجات من خلال التعاون مع نشطاء دوليين وخبراء قانونيين لتقديم الاحتلال إلى المحاكم الدولية، وتعزيز حملات مناهضة التطبيع.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا