آخر الأخبار

نحمان شاي: إسرائيل مطالبة بإعادة تقييم علاقاتها مع يهود الشتات

شارك

أكد نحمان شاي، عميد الكلية العبرية في القدس ورئيس جمعية علماء المجتمع العسكري ووزير "الشتات" الإسرائيلي الأسبق، على ضرورة أن تقوم إسرائيل بمراجعة شاملة لحساباتها الداخلية بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023. وأشار إلى أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن التركيز يجب أن يكون على الشؤون الداخلية، والهجوم المفاجئ، والإخفاقات في التحضير، والمفاهيم الخاطئة.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أضاف شاي أن هناك قضايا داخلية أخرى تستحق التحقيق، مثل إخفاق الوزارات الحكومية في أداء مهامها والانقلاب الذي استقطب اهتمام الرأي العام. ومع ذلك، لم يجد شاي أي استعداد إسرائيلي لدراسة العلاقات مع يهود الشتات، معتبراً أن هذه القضية قد تم تهميشها ولم يتم التعامل معها.

أشار شاي إلى انتخاب زهران ممداني عمدة لمدينة نيويورك، التي تعتبر أهم مدينة في العالم بالنسبة لليهود والإسرائيليين، حيث يعيش فيها أكثر من مليون يهودي وعشرات الآلاف من الإسرائيليين. وأوضح أن ممداني، وهو مسلم معروف بعدائه لإسرائيل، قد فاز بسهولة على منافسيه، مما يعكس عدم قدرة الجمهور الإسرائيلي على فهم ما يحدث في الولايات المتحدة بين أكبر الجاليات اليهودية وأكثرها نفوذاً وثراءً.

وأكد شاي أنه لولا تصويت مئات الآلاف من أبناء الجالية اليهودية، بمن فيهم المهاجرون الإسرائيليون، لممداني، لما تم انتخابه. وتساءل عن الأسباب التي أدت إلى هذا الدعم اليهودي الواسع، مشيراً إلى أن ذلك قد يُعزى إلى كون ممداني رئيساً للبلدية وليس شخصية سياسية بارزة على الساحة الوطنية الأمريكية.

أوضح شاي أن الناس في نيويورك يصوتون بناءً على الأمور التي تهمهم في مدينتهم، مثل تكلفة المعيشة والمواصلات العامة والسكن والتعليم. وأعرب عن صدمته من استمرار ممداني في هجماته على إسرائيل خلال الحملة الانتخابية وحتى بعد فوزه، حيث صرح خلال زيارته للبيت الأبيض بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

يرى شاي أن انتخاب ممداني يعكس تحفظات متزايدة لدى الجالية اليهودية في الولايات المتحدة تجاه دولة إسرائيل وسياساتها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حرب "السيف الحديدي". وأشار إلى أنه على الرغم من الدعم الأولي لإسرائيل في بداية الحرب، إلا أن الأمور قد تغيرت منذ ذلك الحين.

أضاف شاي أن الجالية اليهودية، وخاصةً شبابها، كانت لديها تحفظات على إسرائيل حتى قبل الحرب، حيث تبنت نسبة كبيرة منهم مصطلحات مثل "الاستعمار" و"الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" في سياق الحديث عن إسرائيل. واعتبر ذلك فشلاً إسرائيلياً متراكماً في إيجاد حلٍّ مناسب لهذه القضية، مشيراً إلى أن سيطرة إسرائيل على حياة شعبٍ آخر لأكثر من خمسين عاماً وعدم ترويجها لأي حلٍّ سياسيٍّ لهذا الوضع يكلفها ثمناً باهظاً.

أكد شاي أن الحرب عززت هذه التوجهات لدى الجالية اليهودية وزادت من التحفظات تجاه إسرائيل، مما أدى إلى انخفاض الدعم الشعبي وتنامي معاداة السامية. وأشار إلى أن معاداة السامية قد انتشرت في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق خلال المئة عام الماضية، سواءً لدى اليمين أو اليسار.

على إسرائيل أن تُراجع حساباتها الداخلية بعمق بعد السابع من أكتوبر، وتفترض الغالبية العظمى من الإسرائيليين أن التركيز منصبّ على شؤوننا الداخلية.

أوضح شاي أن غالبية الجالية اليهودية تتساءل عن سبب دفعهم ثمن "مغامرات" دولة إسرائيل، وما هو دورهم في هذه القرارات، ومن يسألهم أو يهتم بهم. وأشار إلى أن التحول في العلاقات بين إسرائيل والشتات أمرٌ واقع، وأن العمليات الكامنة تشير إلى تغيير كبير، حتى مع استمرار مظاهر التعاطف مع إسرائيل.

أكد شاي أن القيم المشتركة بين إسرائيل والشتات قد تراجعت، حيث يميل اليهود إلى أن يكونوا ليبراليين ويدعمون حقوق الأقليات ويسعون إلى التنوع ويحاربون الشرور والفساد، في حين أن إسرائيل قد تخلت عن هذا الموقف. وأشار إلى أن هذه القيم تنبع من تاريخ يهودي حافل بالقمع والاضطهاد والنفي، وكفاح دائم من أجل البقاء والاستمرار.

أشار شاي إلى أن اليهود طوروا قدرةً على تمييز علامات التحذير والإنذارات مُسبقًا، وعرفوا كيفية الهجرة من بلد إلى آخر هربًا من الاضطهاد والإبادة. وتعلموا المهن اللازمة لهذه الحياة وتفوقوا في المهن الحرة، وطوروا مهاراتهم في التعلم والقراءة والكتابة ليندمجوا دائمًا في مجتمع جديد ومكان مختلف.

أكد شاي أنه عند دراسة إسرائيل لعلاقاتها مع الشتات، عليها أن تفهم غريزة البقاء لدى الشعب اليهودي، والتي تعتبر متأصلة أيضًا في أساس الحركة الصهيونية لدولة إسرائيل. وأشار إلى أن تأسيس الدولة اليهودية لم يُلغِ هذه الغريزة، وأن اليهود يدركون أن الغد قد يكون أسوأ، وأن يهوديتهم قد تُشكّل عائقًا أمامهم، ولذلك سيبحثون دائمًا عن خيارات أخرى في مكان وزمان مختلفين.

أوضح شاي أن القادة الصهاينة ظنوا أن إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في دولة إسرائيل سيُنهي مخاوفهم العميقة بشأن مجتمعاتهم، لكنهم كانوا مخطئين. فقد عادت هذه المخاوف للظهور خلال العامين الماضيين على نطاق لم يتوقعوه، وأن دولة إسرائيل قد فشلت في ضمان الأمن الجسدي المطلق لمواطنيها.

أشار شاي إلى أن سياسات إسرائيل وأفعالها قد أثرت على حياة يهود الشتات، وأنه إلى جانب معاداة السامية التاريخية، ظهرت حقائق جديدة تُصنّف على أنها "معاداة لإسرائيل"، وأجّجت موجة إرهاب ضد اليهود حول العالم. وأكد أن مهمة الإسرائيليين هي الشروع الآن في إعداد جديد للشعب اليهودي ودولة إسرائيل للنتائج المروعة لهذا الفصل، وتعزيز العلاقات بين أكبر مجتمعين يهوديين في العالم وتوثيق الروابط بينهما.

أكد شاي على ضرورة الاستثمار في التعليم في إسرائيل والشتات، وغرس مفهوم "القومية" لدى الشباب في إسرائيل، وشرح ماهية دولة إسرائيل وأهميتها للشباب في الشتات. واقترح عقد مؤتمر هام في إسرائيل يجمع قادة يهود من جميع أنحاء العالم مع قادة إسرائيل، بهدف تجديد أسس العلاقات بين الشتات وإسرائيل.

ختم شاي بالقول إنه يجب على القادة اليهود، من إسرائيل والشتات، أن يُخصّصوا وقتًا ومكانًا في أجنداتهم للقاء بعضهم البعض، لإعادة تحديد ما يجب فعله وأين نضمن مستقبل الشعب اليهودي. وأكد أن العمليات طويلة الأمد، كالاندماج ومختلف أشكال معاداة السامية، تُهدد الشعب اليهودي، وأن هذه مهمة بالغة الأهمية.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا