دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الاثنين الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، في ظل النقص الحاد في المساعدات الإنسانية وعدم كفاية الشاحنات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان إن كمية الشاحنات التي تدخل قطاع غزة "لا تلبي إطلاقا الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية"، موضحا أن معظم الشاحنات المسموح بدخولها مخصصة للقطاع التجاري وتحمل مواد تكميلية "لا تعد ضرورية" للسكان الذين يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين حماس وإسرائيل والساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على إدخال نحو 600 شاحنة مساعدات يوميا، إلا أن إسرائيل لا تسمح إلا بدخول نحو 200 شاحنة كحد أقصى، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأكد قاسم أن المطلوب هو إدخال شاحنات تحمل مواد إغاثية أساسية وبكميات كبيرة تتناسب مع احتياجات أكثر من مليوني إنسان، مشيرا إلى أن ما يدخل حاليا "لا يغطي إطلاقا احتياجات الإيواء"، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء والمنخفضات الجوية.
وأشار المتحدث باسم الحركة إلى أن الوقائع الميدانية تؤكد أن مراكز الإيواء والخيام بقطاع غزة غير صالحة للعيش الآدمي ولا يمكنها الصمود أمام الظروف الجوية القاسية.
وتسبب منخفض جوي قوي الثلاثاء الماضي في تضرر أكثر من 22 ألف خيمة للنازحين وتسجيل خسائر تُقدر بنحو 3.5 ملايين دولار، بعد أن غمرت مياه الأمطار مساحات واسعة من المخيمات، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وأوضح قاسم أن البروتوكول الإغاثي خلال هدنة يناير/كانون الثاني الماضي واتفاق شرم الشيخ أكدا على ضرورة إدخال البيوت المتنقلة (الكرفانات)، داعيا الوسطاء والدول المعنية إلى التحرك "الجاد والعاجل" لإدخالها قبل وصول المنخفضات الجوية المقبلة.
كما طالب بتحرك دولي عاجل لمنع تكرار مآسي السنوات السابقة التي شهدت كوارث إنسانية كبيرة داخل مراكز الإيواء نتيجة العواصف الشتوية.
ووفقا لوكالة الأناضول، يحتاج قطاع غزة إلى نحو 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المأوى للنازحين بعد تدمير معظم البنية التحتية خلال عامين من حرب الإبادة.
وتُقدّر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بـ70 مليار دولار في ظل الدمار الواسع وارتفاع عدد الضحايا في القطاع إلى أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح خلال عامين.
المصدر:
القدس