النساء في غزة يحفرن الأرض بأيديهن، بأظافرهن، بقلوبهن، يبحثن لا عن نجاة، بل حق الدفن لأحبابهن. صمت يفوق حجم الركام، صمت يشبه انقطاع العالم عن نفسه، يخيم على غزة كغيمة من رماد ثقيل، يحمل في ثناياه أسماء كانت تنبض بالحياة، وأحلاما لم تكتمل، ووجوها غابت خلف طبقات الإسمنت.
لم يعد الأهالي يبحثون عن معجزة تعيد نبضا توقف، بل عن آخر حق إنساني؛ حق الوداع، حق أن يحمل الشهيد على الأكتاف لا أن يبقى تحت الأحجار. لم تعد العائلات تقف أمام الأنقاض فحسب، بل أمام احتمالات تمزق القلب أمام فوهة غياب مفتوح، يحدقون في المكان وكأنه قبر مفتوح على أمل أخير.
أما الوقت، فيمر كالسكاكين على قلب أهالي المفقودين، يحاولون بشتى الطرق الوصول إلى أبنائهم تحت الركام، فلا يزال آلاف الشهداء في قطاع غزة تحت الأنقاض؛ بسبب غياب المعدات الثقيلة ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها.
المصدر:
القدس