آخر الأخبار

معاناة جديدة.. مئات الصور على منصات التواصل تظهر غرق خيام النازحين بغزة

شارك

لم يحمل المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة أي ملامح للشتاء المعتاد، بل كشف هشاشة حياة عشرات آلاف النازحين الذين يفترشون الأرض ويعتصمون تحت خيام لا تقاوم المطر ولا البرد، فتحولت مع أولى الزخات إلى برك من الوحل والمياه الراكدة.

ووثقت مقاطع فيديو وصور مشاهد مؤلمة لأطفال يبحثون عن موطئ قدم داخل خيمتهم الغارقة، بينما ظهرت أمهات يحاولن رفع الأغطية والفرش المبللة لإنقاذ ما تبقى من مأوى متهالك لم يصمد أمام المطر الغزير.

ولم تقتصر الكارثة على خيام النزوح فحسب، إذ تسربت المياه إلى عدد من المستشفيات الميدانية ومراكز الإيواء، مما فاقم معاناة الجرحى والمرضى وأدى إلى تعطل أجزاء من الخدمات الصحية داخلها.

وحظيت صور ومقاطع غرق الخيام بتفاعل واسع على منصات التواصل، حيث شارك ناشطون من داخل فلسطين وخارجها في توثيق حجم المأساة الإنسانية، وسط تساؤلات عن غياب دور المؤسسات الدولية والأممية في حماية النازحين من مأساة الشتاء.

ووصف مغردون المشاهد بأنها "أبلغ من كل الكلمات"، مؤكدين أن ما يحدث داخل مخيمات النزوح هو كارثة إنسانية متفاقمة تستدعي تدخلا عاجلا قبل أن تتحول إلى أزمة يصعب احتواؤها.

وانتشر مقطع لطفل يحاول بيديه تصريف المياه التي أغرقت خيمته، وعلق أحد المغردين: "مشهد يختصر شتاء كامل من الألم؛ خيمة غارقة، برد قاس، وطفولة تجبر على مواجهة ما لا يحتمله الكبار.. هكذا يبدأ الشتاء على أهلنا في غزة، نجاة تنتزع من الماء والطين والخراب، لا من الدفء والمأوى".

ورأى مغردون أن المنخفض الجوي كشف عمق الانهيار الإنساني في القطاع المحاصر، حيث يعيش أكثر من مليوني نازح في ظروف قاسية داخل مخيمات مكتظة، تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فلا صرف صحي، ولا حماية من الفيضانات، ولا تدفئة، ولا أغطية أو ملابس مقاومة للبرد، في حين باتت الخيام القماشية عاجزة أمام الرياح والأمطار.

في غزة، لا يعني المطر بداية موسم، بل يعني غرق خيام وفقدان مأوى.

وفي فيديو آخر، تظهر عائلة وقد غمرت المياه خيمتها بالكامل، بينما تقول الأم: "خلي حد يساعدك"، ليرد ابنها: "مين بدو يساعدني؟ كل المخيم غرقان".

ووصف ناشط المشاهد بأنها تجسيد حي لانهيار إنساني شامل في غزة، مشيرا إلى أن الخيمة لم تعد تختلف عن المستنقع الذي غمرها.

وكتب آخر: "كل لحظة نسمع عن مخيم آخر غارق في مياه الأمطار.. الخيام تتهاوى وتتحول إلى طين وخراب. غزة تواجه الشتاء بلا جدران، بلا سقف، وبلا أدنى مقومات الحياة".

ولم تسلم المنشآت الطبية من آثار المنخفض الجوي، إذ أشار مغردون إلى مقطع يظهر غرفة العمليات في المستشفى الكويتي الميداني وقد غمرتها المياه، رغم أنها من المفترض أن تكون المكان الأكثر حماية من التلوث.

وأضافوا أن المستشفيات لم تسلم من آثار الحرب، مشيرين إلى أن آلة الحرب دمرت البنية التحتية في غزة، لتصبح اليوم كومة من الأنقاض غير صالحة لاستقبال المرضى أو تقديم أي خدمات حيوية.

وأكد ناشطون أن غزة اليوم لا تواجه أزمة طارئة، بل مأساة إنسانية ممتدة تتفاقم يوما بعد يوم، في ظل غياب الحلول الدولية وفشل المجتمع الدولي في توفير الحماية أو حتى خيمة آمنة لأطفالها.

وختم مغردون بالقول: "في غزة، لا يعني المطر بداية موسم أو رائحة تراب مبتل، بل يعني غرق خيام، وفقدان مأوى، ونزوح جديد من خيمة إلى أخرى.. يعني أن تبدأ من الصفر، مرارا وتكرارا، وأن تواجه الشتاء بلا شيء سوى الصبر".

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا