آخر الأخبار

"2803"!

شارك

في القائمة الطويلة من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لم نشهد يومًا مثل هذا الاندفاع الأمريكي الحريص على تذليل العقبات من أجل ضمان تمرير القرار "2803"، الذي طبخته واشنطن مع شريكتها في الإبادة، لإنقاذها من براثن غطرستها التي ضاعفت عزلتها في الساحة الدولية.

فثمة العديد من القرارات التي ترقد منذ عقودٍ يعلوها الغبار فوق أرفف الهيئة الدولية، تحدى الرئيس أبو مازن العالم بتنفيذ ولو واحدٍ منها خلال خطاباته المتكررة على المنبر الأممي: "أعطوني قرارًا واحدًا.. واحدًا تم تطبيقه من مئات القرارات التي اتخذها المجلس".

لكن السؤال الذي ينهض اليوم من بين الغبار وتلال الركام ومِزَق الخيام الغارقة بمياه الأمطار: ما دواعي كل هذا الاستعجال الذي دفع الدولة الأكثر استخدامًا لـ"الفيتو"، الذي تسبّب بتعطيل كل القرارات الدولية المناصرة للحقوق الفلسطينية، لتُلقي بكل ثقلها هذه المرة لنيل تأشيرة المرور للقرار، بعد أسابيع من التسويات والمواءمات وإعادة الصياغات للبنود الغامضة فيه؟

الإجابة عن السؤال تكمن في شهوة الانتداب والوصاية، وتغليب الإنساني على السياسي، وتقليص الوجود الديموغرافي، وتعميق الفصل الجغرافي بين شطري الوطن، وهي إشاراتٌ واضحةٌ وضوح الشمس وضحاها، تبدّت في تضاعيف المشروع الذي يعيد إنتاج "صفقة القرن"، ويُغذّي افتتان ترمب بتحقيق الإنجازات الوهمية، وإطفاء سبع حروبٍ لا أحد يعلم أين وكيف ومتى كانت، من بينها غزة التي لم تكن حرباً، بل إبادة.

غياب السلطة عن المشاركة في مكوّنات الطبخة ومقاديرها يعني أنها ستكون الوجبة الـمُعَدّة على مأدبة الذئاب المنفلتة، ولا يُطمئنها ذكر اسمها في تشكيل قوةٍ شرطيةٍ معجّلة، ولا في صيغةٍ غامضةٍ تتحدث عن "مسارٍ موثوقٍ" لدولةٍ مؤجلة.

يعرف المرحبون بالقرار، ومن بينهم السلطة، أنه ترحيب الحالمين بنيل السمنة من لبن النملة، كما يقول المثل المصري… ويأتيك بالأخبار مَن لم تُزوّد!

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا