الحدث الإسرائيلي
أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الثلاثاء، تأييده لقرار مجلس الأمن الذي صوّت لصالح المبادرة الأميركية الخاصة بإنهاء الحرب في غزة، موجّهًا الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولفريقه الذي وصفه بـ“المتفاني”. وقال نتنياهو، في بيان نشره بحسابه الرسمي على منصة “إكس”، إن “شجاعة الجنود وجهود ترامب الدبلوماسية أسهمت في إعادة جميع المحتجزين ومعظم القتلى”. وأضاف أن مجلس الأمن “أقرّ بالكامل خطة ترامب ذات النقاط العشرين، ووافق على تشكيل مجلس السلام برئاسته”، معتبراً أن هذه الخطة “ستمهد لسلام وازدهار قائمَين على نزع السلاح الكامل من غزة، وتفكيك القدرات العسكرية، وإنهاء ما أسماه التطرف”.
وأشار نتنياهو إلى أن الخطة ستعزّز ـ وفق تقديره ـ اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع اتفاقيات التطبيع، معتبرًا أنّ “قيادة ترامب غير المسبوقة ستقود المنطقة إلى مرحلة جديدة من التعاون والسلام وتحالف متين مع الولايات المتحدة”، في ظل اشتراط الرياض موافقة إسرائيل على “مسار نحو دولة فلسطينية” لتمضي في التطبيع. وتابع نتنياهو أن حكومته تتطلّع، بالشراكة مع الولايات المتحدة والدول الموقّعة على الخطة، إلى “استعادة كل المحتجزين فورًا، والشروع في تفكيك حكم حركة حماس في القطاع”. وادّعى أن إسرائيل “تمد يدها للسلام والازدهار”، داعيًا دول المنطقة إلى “تطبيع العلاقات والانضمام إلى الجهد المشترك لطرد حماس ومؤيديها”. وجاءت تصريحات نتنياهو بعدما أقرّ مجلس الأمن خلال الليل القرار الأميركي الذي يتبنّى خطة ترامب لإنهاء الحرب، وتتضمن ما تصفه واشنطن بـ“مسار لدولة فلسطينية”.
وصوّتت 13 دولة لصالح القرار، من دون أي اعتراض، فيما امتنعت روسيا والصين، ليُعتمد النص بصفته القرار رقم 2803. وشملت قائمة المؤيدين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والجزائر والدنمارك واليونان وغيانا وباكستان وبنما وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا والصومال. أما سفير الاحتلال داني دانون، فكرر بعد التصويت أن “نزع سلاح حماس شرط أساسي، ولا مستقبل لغزة ما دامت الحركة تحتفظ بسلاحها”.
من جهته، احتفى ترامب بالقرار عبر منصته “تروث سوشال”، واصفًا التصويت بأنه “إنجاز تاريخي سيدخل ضمن أكبر القرارات في الأمم المتحدة”، ومؤكدًا أنه سيكشف خلال الأسابيع المقبلة عن “إعلانات إضافية مثيرة”. وبحسب ترامب، فإن مجلس السلام الذي سيقوده “سيضم أبرز القادة المؤثرين حول العالم” وسيُفرز ـ بحسب زعمه ـ “سلامًا إضافيًا في مناطق أخرى”. وفي مواجهة التسريبات التي تحدثت في إسرائيل عن تعديلات على النص، أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن لم تُدخل أي تغيير، وأن المسودة الأصلية ـ بما فيها الإشارة المثيرة للجدل إلى “المسار نحو دولة فلسطينية” ـ بقيت كما هي. ووفق مسؤول إسرائيلي رفيع، فإن “الإدارة الأميركية بذلت جهدًا هائلًا لتأمين الأغلبية، وأي فتح جديد للنص كان سيُسقط التوافق”.
السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك وولتز، قال بعد التصويت: “نشكر الدول التي منحت القرار فرصته، وساعدت في رسم طريق جديد لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين”. وشكر قطر والأردن والإمارات وتركيا وباكستان وإندونيسيا على “الدعم في تمرير الخطة”، مضيفًا أن بلاده “لن تسمح بإعادة تسلّح حماس، وستعمل على ضمان إيصال الغذاء لسكان غزة”. وأشار وولتز إلى أن مجلس السلام سيشرف على عملية إعادة إعمار القطاع، وأن القرار يوفّر الإطار القانوني للدول الراغبة بالمشاركة في “قوة التثبيت الأمني”، وهي القوة التي تقول واشنطن إنها ستُعنى بضبط الأمن وتسهيل نزع السلاح. واعتبر أن “الأمن هو الأكسجين اللازم للحياة والازدهار”، وأن القوة المزمع تشكيلها “ستمهّد لإحياء الاقتصاد وتطوير البنية التحتية”.
وختم بالقول إن الخطة الأميركية “ستمثل بداية منطقة آمنة ومستقرة، ورفضًا لنهج العنف والكراهية”، معتبرًا أن التصويت الواسع على القرار “يعكس الدعم الدولي لرؤية الرئيس ترامب في غزة خالية من العنف”. وأكد أن الولايات المتحدة “ستواصل العمل بلا كلل لإنهاء عقود من إراقة الدماء، وتحويل السلام إلى واقع، وبناء شرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
المصدر:
الحدث