آخر الأخبار

إرضاء للجمهور: مرشح لبلدية نيويورك يتراجع عن مواقفه الداعمة لحكومة الاحتلال

شارك

ترجمة الحدث

أندرو كومو، حاكم نيويورك السابق والمرشح البارز لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك المقررة في نوفمبر المقبل، تراجع بشكل لافت عن مواقفه السابقة الداعمة بشكل مطلق لـ”إسرائيل” ولسياسات حكومة بنيامين نتنياهو. ففي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، وصف كومو ما يجري في غزة بأنه “مأساوي وصادم”، ودعا إلى وقف فوري للحرب، مؤكداً أنه يتفق مع الرأي القائل إن نتنياهو “يرتكب جرائم حرب في غزة”.

كومو، الذي خسر الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أمام زهران ممداني وقرر خوض السباق كمستقل، شدد على أن الحرب طالت أكثر مما ينبغي. وقال: “يجب أن تنتهي اليوم، استعادة الأسرى ووقف العنف فوراً”. وأضاف أن استمرار الحرب لم يعد إلا “خراباً عبثياً”، وكان من المفترض أن تتوقف منذ شهور.

هذا الموقف يُعد تحولاً كبيراً في خطاب كومو، إذ سبق أن عُرف بمواقفه المؤيدة بشدة لسياسات “إسرائيل” وحكومة نتنياهو. ففي مناظرة سابقة للمرشحين الديمقراطيين، رد على انتقادات ممداني لـ”إسرائيل” بالقول إن أول زيارة له كرئيس بلدية ستكون إليها. كما أمضى شهوراً طويلة من حملته مهاجماً ممداني باعتباره “معادياً لإسرائيل”.

لكن مع صعود ممداني بشكل لافت وتقدمه في استطلاعات الرأي، وجد كومو نفسه مضطراً لإعادة صياغة مواقفه. ففي وقت سابق حين انتقد الوضع الإنساني في غزة، سارع إلى توضيح أنه لا يقصد تحميل “إسرائيل” وحدها المسؤولية، بل يعكس تعددية الآراء في المجتمع الأميركي. وحتى في المقابلة الأخيرة، ورغم إعلانه معارضته لاستمرار الحرب، تجنب توجيه اتهامات مباشرة لجيش الاحتلال أو لنتنياهو، مكتفياً بالقول: “لم أقف يوماً إلى جانب بيبي”.

جدير بالذكر أن كومو انضم في نوفمبر الماضي إلى فريق محامين يقوده آلان ديرشوفيتز للدفاع عن نتنياهو ضد مذكرة اعتقال دولية، قائلاً آنذاك: “هذا وقت الأصدقاء الحقيقيين للوقوف مع إسرائيل”، مهاجماً بشدة حركة حماس. لكنه أوضح لاحقاً أن هدفه كان قانونياً يتعلق بالطعن في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وليس للدفاع عن جوهر الاتهامات.

وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن جيش الاحتلال ارتكب جرائم حرب، أجاب: “هذا يتطلب تحليلاً قانونياً لم أقم به، لكن من المؤكد أن التغيير كان دراماتيكياً، والجميع يشاهد الفظائع كل ليلة على شاشات التلفاز”.

وبشأن تصريح ممداني بأنه سيسعى لاعتقال نتنياهو إذا زار نيويورك، اعتبر كومو أن الخطوة “خاطئة”، لكنه تجنب مهاجمته بشدة قائلاً: “لا أعتقد أن على رئيس بلدية نيويورك استخدام سلطته لاعتقال قادة دول بناءً على مواقفهم السياسية”.

مع ذلك، لا يعني تحول كومو أنه انقلب كلياً على مواقفه. فهو ما زال يرفض أطروحات ممداني ويتحفظ على تأثيرها، خصوصاً في ظل تصاعد الاتهامات لممداني بـ”معاداة السامية”. غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن ممداني يحظى بدعم واسع وسط الناخبين الديمقراطيين في نيويورك، حيث حصل على 46% من نوايا التصويت مقابل 24% فقط لكومو.

هذا التراجع في خطاب كومو يعكس حجم الضغوط السياسية التي فرضتها الشعبية المتنامية للخطاب المؤيد لفلسطين في الحملة الانتخابية. وهو ما اضطره إلى تعديل مواقفه أملاً في البقاء منافساً مؤثراً في معركة انتخابية يتوقع أن تهيمن عليها الحرب على غزة وتداعياتها.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا