في مقال نشرته صحيفة "غلوبس" العبرية، انتقد الكاتب الإسرائيلي درور مارمور، تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي تحدث فيها عن مؤشرات لعزلة دولية ومحاولات لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل .
وأشار مارمور إلى أن نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية تحدث أيضا عن صعوبات في استيراد السلاح والاعتماد على "اقتصاد أوتاركي" (الاكتفاء الذاتي) قائم على الانعزال الذاتي، وهو ما يمثل انقلابا جذريا على خطاب نتنياهو السابق الذي كان يؤكد فيه أن إسرائيل "على بُعد خطوة من النصر".
إن خطورة هذه التصريحات -يؤكد الكاتب- تكمن في أنها خرجت مباشرة من فم نتنياهو نفسه، لا من خصومه السياسيين ولا من "أنبياء الخراب" كما يسميهم أنصاره عادة، فبدلا من أن ينفي أو يخفف من وقعها، قالها على الملأ، مؤكدا أن ما كان ناجحا في الماضي "لن ينجح بعد الآن"، وهو ما يعتبر إقرارا صريحا بمأزق إستراتيجي عميق تعيشه إسرائيل.
ويستعرض الكاتب المفارقة الواضحة بين ما تشهده إسرائيل من ازدهار اقتصادي وتكنولوجي، مثل تردد شركة "إنفيديا" العالمية في اختيار موقع لمقر ضخم في شمال البلاد، وبناء "أبل" برجا جديدا من 30 طابقا في هرتسليا، وتوسعات "غوغل" في تل أبيب ، وبين حديث نتنياهو عن عزلة وانكماش اقتصادي.
واعتبر مارمور أن هذه الصورة المقلوبة "180 درجة" عن واقع العولمة والتجارة الحرة تثير مخاوف جدية من فقدان ثقة الشركات الكبرى في السوق الإسرائيلية.
وأضاف أن نتنياهو، الذي دأب على التباهي بإنجازاته الدولية وبالاحتضان العالمي لإسرائيل في أعقاب حربها الأخيرة، انتقل فجأة إلى خطاب تشاؤمي يذكّر أكثر بالفشل والإخفاقات المتراكمة.
وختم مامور مقاله بأن نتنياهو ذهب إلى حد القول إن إسرائيل يجب أن تكون "أثينا وإسبارطة" في آن واحد، وهو ما وصفه الكاتب "بالوهم المستحيل"، إذ إن أثينا كانت رمز الثقافة والديمقراطية والتجارة، بينما جسدت إسبارطة الانغلاق والعسكرة، والجمع بينهما مجرد خيال سياسي لا يمكن أن يصمد أمام الواقع.