آخر الأخبار

جريدة القدس || محللون لـ"القدس": استهداف الاحتلال المستمر لجنين ومخيمها تجسيد لمخططات التهجير

شارك الخبر

 خلال 16 ساعة من العدوان.. تدمير وتخريب وعقاب للمدنيين

محللون لـ"ے": استهداف الاحتلال المستمر لجنين ومخيمها تجسيد لمخططات التهجير

 

خلال العدوان الاحتلال الأخير على مدينة ومخيم جنين يوم الأربعاء الماضي، ألحق الاحتلال خلال 16 ساعة، خسائر أضعاف مضاعفة مقارنة بالعدوان السابق مطلع الشهر الجاري والذي استمر 10 أيام، بسبب حجم التدمير والتخريب الذي نفذته

جرافات الاحتلال في كافة مناحي الحياة والبنية التحتية، فلم تكتف بإعادة تجريف الشوارع المدمرة اصلاً، بل عزلت عدة مناطق وأحياء، وأصبحت مداخل المخيم الرئيسية الثلاثة المؤدية للمخيم مغلقة، ولا يمكن للمواطنين التنقل والمرور منها، كما عزل وسط الحي الشرقي على امتداد شارع مسجد خالد بن الوليد وقطع التواصل، كما دمر شارع النسيم الذي يربط جنين بالقرى الشرقية .

 وأوضح رئيس الغرفة التجارية عمار أبو بكر، في حديثه لـ"ے"، أن العدوان كان هدفه التدمير والتخريب المبرمج لشل حياة الناس والحركة التجارية وعزل الأحياء والتجمعات، ما يفاقم معاناة المواطنين.

وأضاف: "الحركة أصبحت مشلولة وحتى الطريق للمدارس وداخل المخيم أصبحت مستحيلة ولا يمكن المرور بالمركبات، بينما أدى العدوان لتدمير مصادر شبكات المياه والصرف الصحي وانقطاع المياه بشكل كامل،لان الاحتلال دمر مصادر التغذية الرئيسية للمياه".

وأكمل: "الاحتلال أراد تحويل الحياة لمستحيلة، كجزء من الحصار والضغط على المواطنين وتدمير حياتهم، فقد احتجز المئات من المواطنين داخل منازلهم، كما دمرت محلات واكناف منازل في جنين والمخيم".

وتواصل قوات الاحتلال استهداف مدينة ومخيم جنين، بدعوى ملاحقة من تسميهم بالمطلوبين في ظل فشل حملاتها السابقة في ضرب البنية التحتية للمقاومة التي تواجه الاحتلال في كل عدوان، وأثبت تطوير قدراتها في تصنيع العبوات المحلية السلاح الأهم في مقاومة الاحتلال والتي أدت لايقاع خسائر فادحةسواء بمقتل واصابة جنود وتدمير آليات عسكرية، لذلك، ركز الاحتلال في عدوانه الأخير يوم الأربعاء الماضي على استهداف الحاضنة الشعبية وفرض عقوبات عليها من خلال استهداف منازلها ومصالحها التجارية من محلات وبسطات ومركبات وغيرها من مقومات الحياة.

وطوال العدوان، لم تتوقف الجرافات الإسرائيلية، عن التدمير والتخريب ومهاجمة المنازل، وبحسب رئيس البلدية نضال عبيدي،  فان الاحتلال مارس سياسة القبضة الحديدة والعقوبات الجماعية للضغط على المواطنين ومضاعفة معاناتهم وخسائرهم في ظل ما تعيشه جنين ومخيمها من أوضاع مأساوية وانهيار اقتصادي  أصبح مضاعفاً بشكل غير مسبوق بفعل الإجراءات والقيود المفروضة قبل 7 تشرين الأول الماضي، والتي أصبحت ماعفة أكثر بعد الحرب على غزة، وأضاف " محافظة جنين، تعتبر اليوم منكوبة بكل معنى الكلمة، فلم يبقى مقومات للحياة أو بنية تحتية، الاحتلال مارس التدمير الممنهج حتى أصبحت المياه مقطوعة ولم يعد هناك شبكات صرف صحي، والسوق التجاري على وشك الانهيار.

وينظر أهالي جنين ومخيمها بخطورة بالغة لما مارسه الاحتلال من عدوان خلال الاقتحام الأخير، رغم انه لم يستمر سوى ساعات محدودة، ويتساءل الجميع عن أبعاد ورسائل الاحتلال من هذه العملية في ظل انسحابه السريع في ظل التهديدات والتحريض المستمر من قادة ووزراء اليمين المتطرف في حكومة نتيناهو لمسح جنين ومخيمها عن الوجود.

ويرى الكاتب والمحلل عدنان الصباح أن ما يجري في الضفة وخاصة جنين،الوجه الحقيقي لمشروع حكومة الاحتلال لتنفيذ مخطط التهجير القسري وطرد الفلسطينين من الضفة.

وتزامن العدوان على جنين ومخيمها، في ذروة العدوان الإسرائيلي على لبنان واستمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة، ويقول الصباح لـ"ے": "الاحتلال يجد فرصة ذهبية له في ظل حجم الانشغال الكوني فيما يجري في كل من غزة و لبنان، وانشغال العالم بكثير من القضايا، لذلك أصبحت الحكاية في الضفة الغربية وفي جنين أصغر بكثير أن ينشغل بها العالم، وبالتالي هذه فرصته التي تتيح له القيام بكل مايرغب وكل مايشتهي لجعل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية حياة مستحيلة وصعبة وقاسية ودفعهم للنقوص للوراء بكل الاشكال.

وتابع: "المشروع الحقيقي لدولة الاحتلال وللولايات المتحدة هو في الضفة الغربية هذا هو المشروع، وكل مايجري في الجبهات الأخرى لمنع أي قوة من أن تعيق المشروع الصهيوني في الضفة، قد تتنازل دولة الاحتلال في أي مكان بشكل أو بآخر ولكن لا يمكن لها أن تتنازل عن مشروعها في الضفة".

 

 المشروع وأهدافه..

 

ورأى الصباح أن هذا المشروع هو  الأصيل بالنسبة لها والقائم على إلغاء الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، وقال: "ليس بالضرورة إلغاء الوجود بالمعنى الفردي وبالمعنى الشخصي، ولكن إلغاء الوجود للقضية، وهذا تسعى إليه منذ وجودها ومنذ  نكسة عام 1967، أي مشروع طرح أي قضية طرحت اي حلول طرحت تلغي المشروع الصهيوني،  فدائما كان الاحتلال ضدها وفي مواجهتها".

وأضاف: "الاحتلال يسعى للوصول إلى ذلك بكل السبل، وما يجري في جنين نموذج لما تخطط له دولة الاحتلال، من جعل حياة الفلسطينيين مستحيلة على الأرض في الأراضي الفلسطينية، ودفعه للخلاص الفردي، فهي لاترغب في التهجير الجماعيوالذي لا يعتبر بالنسبة لها ليس حلا، لأن التهجير الجماعي البقاء بالمعنى الجمعي، فإذا اخذت الفلسطينيين مثلا حتى لو امكنها ذلك آلى الاردن أو إلى مصر، فهذا يعني وجود تجمع نفسه والثقافة نفسها والقضية هي نفسها معا،  ولكن على الحدود وليس في داخل الأرض وهذا لن ينهي القضية بأي حال من الأحوال".

 

الحرب العامة الإسرائيلية ..

 

 واعتبر الباحث والكاتب سري سمور، أن ما يجري في جنين، يأتي  ضمن الحرب العامه الاسرائيليه في المنطقه في فلسطين وخارجها، وقال لـ"ے": "إسرائيل وصلت لمرحله  تطبيق نظريه الجابوتنسكي، والتي تعني ان حدود اسرائيل تشمل كل فلسطين الانتدابية إضافة إلى سيناء وجزء من الاردن و جنوب الليطال، أي جزءاً من لبنان، من الفرات للنيل وهذا ما وعدهم به الأوروبيون".

وأضاف: "الظروف التي تواجهها إسرائيل، ظرفاها الاستراتيجي والعسكري لا يسمحان لها بذلك، لكن الدعم الأمريكي المجنون واللامحدود لها منحها غطرسة وقوة غير طبيعية وفائض قوة، لتنفيذ ما تريده، فالعدوان عل الضفة الغربية، يأتي لاعتبارها  جزءاً من دولتهم".

وأكمل: "يوجد في الضفة الغربية 800الى 850الف مستوطن تشمل القدس، والتي يعيش فيها أكثر من 3 ملايين أو 3 ملايين ونصف المليون فلسطيني، ويريدون ترحيلهم، لكن في المرحلة الحالية لا يوجد مجال، لذلك، يريدون تحويل مناطق في الضفة الغربية لغير صالحة للحياة".

وقال الباحث سمور: "ما يثير غضب وقهر الإسرائيليين، عدم وجود واقامتهم مستوطنات في جنين، بسبب تاريخها في المقاومة، لذلك، يريدون أن يكون لجنين وضع خاص في خطة التهجير، لذلك، يتكرر العدوان عليها، وابحن نلاحظ أن معيشة وحياة المواطن في جنين أصبحت صعبة، ولا تقارن في الضفة الغربية".

ويضيف: "أهالي جنين يرون أن واقعهم لا يمكن مقارنته بالمأسي ونكسات غزة، وهذه مسألة ثابتة عمليا، وهذا شعور ثابت لدى  أهل جنين التي يشهد لها بأنها قد تكون أكثر منطقة تضامنت مع غزة، وهذا يعتبرونه واجب، لكن بالنسبة للحياة العادية التي اعتادت عليها جنين تغيرت، وأصبح كل شي صعب وسيء بفعل الاحتلال وممارساته "، وأكمل " كل هذه الظروف في ظل وضع اقتصادي ينهار بشكل تدريجي في جنين، مع انقطاع الرواتب والاغلاق والحصار والاعتداءات المتلاحقة واثارها من الضحايا والدمار، والتي يضاف اليها عدوان استمر 16 ساعة، وسبقه اقتحامات واجتياح استمر 10 أيام وارتفاع عدد الشهداء، مع حجم الاعتداءات وجغرافية جنين منذ عام 2002، فان الهدف تحويل جنين لمنطقة غير صالحة للحياة".

 

فشل مستمر للاحتلال ..

 

وأكد الباحث سمور أن إقدام الاحتلال على إعادة تدمير ما دمره سابقاً في جنين ومخيمها، هدفه منع الناس من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، فلم يبقى لهم طرق خاصة على أبواب فصل الشتاء.

 وقال: "كل الممارسات تؤدي لتعطيل وتدمير منظومة الحياة بشكل كامل، بذريعة  محاربة الإرهاب والذي يسميه الأهالي مقاومة مشروعة، وهذه حجج ة أصبحت سخيفة ومبتذلة، ففي العدوان الأخير، لم يكن استهداف وإنجاز لأهداف عسكرية أو المقاومة أو أفراد أو أماكن بستخدمها المقاومين، إنما هو تخريب حياة المواطنين لضرب الحاضنة الشعبية، التي أكدت التفافها ودعمها للمقاومة".

وأضاف: "المواطنون يدركون بشكل واضح اهداف أساليب وسياسات الاحتلال في العقاب جماعي لتنفيذ  مخطط تهجير وتفريغ الأرض من سكانها بالقوة، لذلك، رسالتهم واضحة الصمو والثبات والتلاحم والالتفاف حول المقاومة مهما كان الثمن، وهذا يعني فشلاً مستمراً للاحتلال".

 

عملية طويلة المدى  

 

الكاتب والمحلل الدكتور محمود خلوف خبير الاتصالات والعلاقات العامة، قال لـ"ے": "ما حصل جزء من عملية طويلة المدى وضمن مراحل متعددة، فالاحتلال يسعى لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، ومن جهة أخرى يريد بل ويصمم على جعل جنين ومخيمها بيئة طاردة، تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية الكريمة".

وأضاف: "في كل اقتحام هناك مخطط الرصد من الجو ومن الارض لأي هدف ثمين لاغتياله، وهذا حصل باقتحامات سابقة، أما هذه المرة فالله لطف، لكن جزء مما تمارسه إسرائيل تنفيذ لنوعين من الضغط على السلطة التي يتم فرض عليها لتساهم بالتعويض، وكذلك دفع الهيئات المحلية والبلديات وشركات الكهرباء والهاتف نحو الأزمات الاقتصادية، حتى تكون شبه عاجزة على تقديم خدمة نوعية مميزة، وهذا يرتبط بهدف أن الاحتلال يدفع شمال الضفة الغربية ليكون بيئة طاردة للسكان، آملا بأن يدفع مخطط الهجرة غير المباشرة للأمام".

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا