في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قُتل الفتى الفلسطيني نبيل صافي (15 عاما) من كفر ياسيف برصاص طائش الأربعاء الماضي، في حادثة جديدة ضمن سلسلة جرائم قتل متكررة في المدن العربية بإسرائيل. ولم يُجد وصول الطوارئ نفعا، وانتهت المأساة بفقدان حياة جديدة وتدمير أسرة أخرى.
هكذا استهلت الكاتبة نغم زبيدات مقالها في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مؤكدة أن المجتمعات العربية في إسرائيل تواجه "حرب إهمال" صامتة، على عكس حرب غزة والحملات العسكرية في الضفة الغربية.
هذه الحرب لا تعتمد على الدبابات أو الضربات الجوية، وفق الكاتبة، بل على سحب الميزانيات بهدوء من المدن العربية، ووعود فارغة تُؤجل، والسماح بتدفق الأسلحة غير القانونية بدون أي رقابة.
ويشكل فلسطينيو 1948 20% من إجمالي 9.7 ملايين إسرائيلي، ويعانون منذ عقود من ارتفاع معدلات الفقر وضعف التمويل للمدارس واكتظاظ السكان في بلدات تفتقر إلى الخدمات، ويقولون إنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية مقارنة باليهود.
وشهدت إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 موجة جديدة من القوانين والممارسات العقابية الموجهة ضد المواطنين العرب، تحت شعار "حفظ الأمن" أو "منع دعم الإرهاب"، لكنها فعليا زادت من التضييق والتمييز.
وترى زبيدات أن الإهمال المؤسسي المتراكم عبر السنوات أدى إلى دوامة عنف متصاعدة، إذ تصف الصحف الإسرائيلية الوضع بأنه "غير مسبوق" و"خارج عن السيطرة"، بينما تكتفي الشرطة بتكرار بيانات جوفاء بعد كل حادثة مثل: "نحقق" و"نضاعف جهودنا" و"ندين العنف"، بدون التوصل إلى أي نتائج فعلية.
وأكدت الكاتبة أن هذا الوضع الفاسد ناتج عن نظام إسرائيلي يسمح للأسلحة غير القانونية بالتنقل "كالحلوى" في المجتمع، ثم يظهر لجمع الجثث بعد وقوع الجرائم.
وقال نواب عرب في الكنيست ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل إن "المؤسسة الإسرائيلية لا تبدي الجدية المطلوبة لوقف الجريمة في المجتمع العربي".
كما اتهم رؤساء البلديات العرب الحكومة والشرطة بإهمال مجتمعاتهم عمدا والسماح للمجرمين بارتكاب جرائمهم بدون عقاب.
ولفت المقال إلى أنه عند وقوع جرائم في أحياء يهودية، يكون الرد فوريا، ويتضمن انتشارا واسعا للشرطة وإغلاق مناطق كاملة وملاحقات ونشر حواجز واستعمال الطائرات المروحية والوحدات السرية.
أما في المدن العربية، حيث تتكرر الوفيات أسبوعيا تقريبا، عادة ما تكون الاستجابة متأخرة -إذا حضرت- والدوريات قليلة والبيانات محدودة.
وأكدت الكاتبة أن هذا التباين في ردود الفعل مقصود، خاصة أنه ليس هناك عواقب لإهمال المجتمعات العربية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة