آخر الأخبار

إصرار أسطول الصمود على كسر حصار غزة رغم الهجوم عليه

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

باريس- في رحلة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار عن قطاع غزة ، تحولت مياه البحر المتوسط إلى ساحة مواجهة غير متكافئة عندما تعرض أسطول الصمود العالمي لهجوم مباغت وعنيف، قرابة منتصف ليلة أمس.

وفي وقت أكدت فيه جهات داعمة للمبادرة السلمية أن ما جرى كان متوقعا من الحكومة الإسرائيلية التي تخشى الصورة كما تخشى الحقيقة، بدأ التشويش على الاتصالات منذ الساعات الأولى للهجوم، وسُمع دوي الانفجارات في عدة قوارب.

ومع إصرارهم على استكمال الرحلة نحو غزة، أكد النشطاء أن الأسطول لا يُبحر لفرض واقع جديد، بل ليذكر العالم بأن غزة ليست مجرد قضية سياسية، بل جرح إنساني مفتوح، وأنه حتى وإن سقطت بعض الأشرعة، فإن الريح تساعد السفن على الاستمرار والإبحار.

اعتداء موثق

وبينما توالت مقاطع الفيديو التي توثق الهجوم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أفاد منظمو أسطول المساعدات المتجه إلى غزة، مساء الثلاثاء، أن أكثر من 15 طائرة مسيرة استهدفت عددا من قواربهم، المتمركزة حاليا قبالة سواحل اليونان.

وأشار أسطول الصمود العالمي في بيان إلى وقوع ما لا يقل عن 13 انفجارا على متن 10 قوارب ناجمة عن هجمات بطائرات مسيرة، مما تسبب في أضرار جسيمة وعطل كبير للاتصالات، دون تسجيل أي حالات وفاة في صفوف النشطاء".

وقال مصطفى جاكيتشي، المتحدث باسم أسطول الصمود العالمي، الذي بدأت رحلته منذ 31 أغسطس/آب من برشلونة الإسبانية، "عند وصولنا إلى تونس ، حاولت إسرائيل إيقافنا بهجوم على ميناء سيدي بوسعيد، فاضطررنا إلى المغادرة نحو ميناء بنزرت حيث عمل أفراد من جهاز الأمن على ضمان سلامتنا بأسلحة مضادة للطائرات المسيرة".

وأضاف جاكيتشي في حديث للجزيرة نت، "استأنفنا رحلتنا إلى صقلية ووصلنا أمس قرب جزيرة كريت، حيث بدأنا نسمع انفجارات على متن قوارب مختلفة تبعد عنا نحو 50 مترا فقط، وكان الأمر صادما فعلا ولم نتوقع انفجارا بهذا الحجم".

إعلان

ودعا الأسطول خفر السواحل اليوناني إلى "حماية كل سفينة وكل حياة بشرية ضمن منطقة البحث والإنقاذ التابعة له"، لا سيما وأنها لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها الأسطول للهجوم، إذ سبق أن أصابت طائرات مسيرة قاربين في وقت سابق من هذا الشهر بميناء تونس".

مصدر الصورة خبراء أمن البحار أشاروا إلى أن هذا النوع من الهجمات الإسرائيلية هدفه ترهيب الطواقم ودفعهم للانسحاب (وكالة الأناضول)

ترهيب وضغوط نفسية

ويشير خبراء في أمن البحار إلى أن هذا النوع من الهجمات قد لا يكون الغرض منه التدمير الكلي، بل ترهيب الطواقم ودفعهم إلى الانسحاب أو تعطيل سير السفن.

وأكد غريغ ستوكر، الجندي السابق في الجيش الأميركي، أن القارب "أوهوايلا"، الذي يستقله أعضاء من منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام"، تعرض إلى هجوم بمسيرات أسقطت قنبلة على سطحه، وتعرض قاربان آخران للأمر نفسه.

وتابع ستوكر في حديث للجزيرة نت، "تم اختراق الاتصال اللاسلكي الخاص بنا من جهات اتصال معادية وبدؤوا بتشغيل موسيقى فرقة آبا ـوهي فرقة بوب سويديةـ في عملية نفسية واضحة ودلالة أيضا على مدى هوسهم الغريب بوجود الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ على متن الأسطول".

ويقود ستوكر قارب المحاربين القدامى -وهو جندي سابق في الجيش الأميركي وخبير في جولات القتال في أفغانستان- ويشاركه على متن القارب الجندية السابقة زوي، وزميلان من مشاة البحرية، مو وجيس، حيث عملا في مهمات عسكرية في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما .

بالإضافة إلى مسعف نرويجي وناشط فنلندي وصحفيين اثنين، أحدهما من المكسيك والآخر من فنلندا .

وقبل انقطاع الاتصال مع غريغ للاستعداد إلى أي هجوم محتمل آخر هذه الليلة، قال "نحن الآن على بعد أقل من 650 ميلا بحريا من ساحل غزة ونتوقع تكرار هذا النوع من الهجمات كل ليلة لأنهم يريدون التأثير علينا نفسيا".

وأضاف مستدركا "لذا، نطالب الجميع بحماية أسطولنا لأننا لن نتراجع وسنواصل الإبحار وسيكون التاريخ الحكم الأخير".

وقد أشار أسطول الصمود في بيان صحفي إلى حملة التشهير المنسقة التي يتبعها الاحتلال حيث تواصل إسرائيل وصف أسطول الحرية زورا بأنه "أسطول حماس "، مدعية أنه يخطط للانخراط في أعمال عنف، وهي حملة يعتبرها الأسطول "تضليلية ومحاولة لتبرير العمل العسكري استباقيا ضد مهمة إنسانية سلمية يقودها مدنيون".

استعداد وإصرار

وتلقى جميع النشطاء على متن القوارب تدريبا مكثفا على كيفية التعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك الهجوم والاعتقال أو الاختطاف، وأكد الناشط مصطفى جاكيتشي "مع بدء الهجوم، طبقنا فورا أعلى بروتوكولات الأمان لمواجهة الطائرات المسيرة، وظللنا في حالة تأهب حتى الساعة الثالثة والنصف فجرا".

وتلقى النشطاء تدريبات مخصصة للحالة النفسية خلال الرحلة أو الهجوم، ويقومون بالتواصل مع منظمين للأسطول العالمي بالبر الذين يتتبعون كل مراحل رحلات السفن لمناقشة الوضع باستمرار.

وشدد مصطفى على إصرار كل النشطاء على إكمال الرحلة نحو غزة، "كمواطنين ملتزمين وسلميين، نريد أن يتوقف هذا الحصار، وسنبذل قصارى جهدنا لمواصلة الطريق، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بحياتنا".

إعلان

وأضاف "على من يملكون الحس الإنساني والقدرة السياسية بذل كل ما في وسعهم لإنهاء هذا الوضع وإنهاء الظلم واستعادة السلام في الشرق الأوسط".

وتابع الناشط التركي الفرنسي "يحاولون إيقاف مبادرة كسر الحصار عن غزة بكل قوة وإجبارنا على العودة، مشيرا إلى أن هناك نحو 30 ألف شخص سجلوا للالتحاق بأسطول الصمود، واختير منهم 500 شخص، وهم مستعدون ومصممون على الذهاب إلى غزة مهما حدث".



طلب الحماية

وينص القانون الدولي على أن المدنيين، بمن فيهم المشاركون في مهمات إنسانية، محميون بموجب اتفاقيات جنيف ، مما يعني أن أي هجوم على هذه المهمة سيُشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما أنه ينتهك التدابير المؤقتة الملزمة ل محكمة العدل الدولية ، والتي تُلزم إسرائيل بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيلها.

وقد صرحت ماريا إيلينا ديليا، المتحدثة باسم أسطول الصمود العالمي في إيطاليا والتي كانت على متن السفينة مورغانا، في منشور على إنستغرام "استهدفت هذه الهجمات قوارب ترفع أعلاما إيطالية وبريطانية وبولندية، وهذا أشبه بمهاجمة إيطاليا والمملكة المتحدة وبولندا معا، إنه في جوهره إعلان حرب على تلك الدول".

وطالب الأسطول الدولي جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالعمل فورا على ضمان وتسهيل الحماية الفعالة، بما فيها المرافقة البحرية، والمراقبون الدبلوماسيون المعتمدون، ووجود حماية رسمية وعلنية، حتى يتمكن الأسطول من مواصلة رحلته بأمان، وتستمر مهمته دون عوائق، ويسود القانون على أعمال الإبادة.

وفي زمن باتت فيه الطائرات المسيرة وسيلة للترهيب والاستهداف عن بعد، فإن البحر لا يزال بالنسبة للنشطاء الممر الأخير نحو صوت الحق وكسر الحصار على قطاع غزة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا