( CNN )-- نقلت وسائل إعلام رسمية، الاثنين، عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إنه لا يوجد سبب لتجنب الحوار مع الولايات المتحدة إذا توقفت واشنطن عن إصرارها على تخلي بلاده عن الأسلحة النووية، لكنه لن يتخلى أبدا عن ترسانته النووية مقابل إلغاء العقوبات.
وفي خطاب ألقاه في مجلس الشعب الأعلى، الأحد، قال كيم: "شخصيا، لا أزال أحتفظ بذكريات طيبة عن الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية. وكان الزعيمان قد التقيا 3 مرات خلال رئاسة ترامب الأولى.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حثت فيه الحكومة الليبرالية الجديدة في كوريا الجنوبية ترامب إلى أخذ زمام المبادرة في إعادة فتح الحوار مع كيم، بعد 6 سنوات من انهيار جميع محادثات السلام مع بيونغ يانغ بسبب الخلاف حول العقوبات وتفكيك الأسلحة النووية.
ونُقل عن كيم قوله: "إذا تخلت الولايات المتحدة عن هوسها السخيف بنزع سلاحنا النووي، وقبلت بالواقع، وأرادت تعايشا سلميا حقيقيا، فلا يوجد سبب يمنعنا من الجلوس معها".
وقال كيم إن بناء أسلحة نووية لحماية أمن بلاده من تهديدات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الخطيرة مسألة حياة أو موت، مشيرا إلى سلسلة من التدريبات العسكرية المنتظمة التي أجراها الحليفان، والتي قال إنها تطورت إلى تدريبات لحرب نووية.
وأضاف كيم أن المبادرات الأخيرة من واشنطن وسيول للحوار خادعة، لأن نيتهما الأساسية التي تتمثل في إضعاف الشمال وتدمير نظامه لم تتغير، وأضاف أن الاقتراح المرحلي الذي قدمته كوريا الجنوبية لإنهاء البرامج النووية لكوريا الشمالية دليل على ذلك.
وقال كيم: "العالم يعلم جيدا بالفعل ما تفعله الولايات المتحدة بعد أن تجعل دولة ما تتخلى عن أسلحتها النووية ونزع سلاحها. لن نتخلى أبدا عن أسلحتنا النووية".
وأكد الزعيم الكوري الشمالي: "لن تكون هناك أبدا، ولن تكون أبدا وإلى الأبد، أي مفاوضات مع الأعداء لتبادل بعض الأمور بدافع الهوس لرفع العقوبات".
وقال إن العقوبات كانت "تجربة للتعلم" وجعلت بلاده أقوى وأكثر مرونة.
وخضعت كوريا الشمالية لسلسلة قرارات من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والتي فرضت عليها عقوبات اقتصادية وحظرا على الأسلحة، مما قلص تمويل التطوير العسكري، لكن البلاد واصلت إحراز تقدم في بناء الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية القوية.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن هذه العقوبات فشلت في نهاية المطاف في ردع كوريا الشمالية، التي تُضيف اليوم أسلحة نووية هائلة، يتراوح عددها بين 15 و20، إلى ترسانتها كل عام.
وأضاف لي: "الحقيقة هي أن النهج السابق المتمثل في العقوبات والضغط لم يحل المشكلة؛ بل أدى إلى تفاقمها".
وقدم لي مبادرات سلام منذ توليه منصبه في يونيو/حزيران، مؤكدا أن الحوار مع بيونغ يانغ ضروري، واقترح خطوات لبناء الثقة وإنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي في نهاية المطاف.
وقال لي لوكالة "رويترز" إن هناك عقبات هائلة أمام استئناف الحوار مع الشمال، لكنه لا يزال يعتقد أن النهج التدريجي لتفكيك البرنامج النووي لبيونغ يانغ هو الخيار الواقعي.
وأضاف لي أنه من الضروري تهيئة الظروف المناسبة لإعادة الشمال إلى طاولة المفاوضات، وأن ترامب لديه دور رئيسي يلعبه في هذه الجهود.