آخر الأخبار

الدكتور محمد غالي: الذكاء الاصطناعي بريء من ضعف تمثيل العرب المسلمين في الثورة الرابعة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في أجواء حوارية مكثفة حول القيم والتقنية، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة أعمال المؤتمر الدولي "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: ملتقى القيم الأخلاقية والثورة التقنية" الذي نظمته جامعة حمد بن خليفة بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وصنّاع السياسات من مختلف أنحاء العالم. وعلى مدار يومين ناقش المؤتمر أثر التبني السريع للذكاء الاصطناعي على 6 قطاعات أساسية، من الصحة والتعليم إلى الأمن والتمويل ومستقبل العمل، مع التركيز على كيفية صياغة إطار أخلاقي عالمي يوازن بين الابتكار وحماية القيم الإنسانية.

وعلى هامش المؤتمر، أجرت الجزيرة نت حوارا مع الدكتور محمد غالي، أستاذ الأخلاقيات والباحث في قضايا الفكر الإسلامي، حول أحد أبرز التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي في ثورة الذكاء الاصطناعي، والمتمثل في ضعف تمثيل اللغة العربية والثقافة الإسلامية في النماذج اللغوية الكبرى التي تقوم عليها هذه التقنية.

ويرى الدكتور غالي أنه لفهم أسباب هذه المشكلة يجب وضعها في سياقها التاريخي، فهو يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس منتج تقني بل هو ثورة تشبه إلى حد كبير الثورات العلمية السابقة من طباعة وكهرباء وإنترنت.

ويرى غالي أن العالم الإسلامي تعامل مع الثورات العلمية -إذا أردنا تقسيمها- بشكل متفاوت، وهو ما أوصلنا إلى هذه المعضلة عند وصول ثورة الذكاء الاصطناعي.

فمن وجهة نظر الدكتور غالي أن المسلمين بدؤوا بشكل جيد عند الثورة الأولى وهي ثورة التحول من الشفاهة للكتابة، واستطاعوا في هذه الثورة توثيق العديد من العلوم سواء المادية أو الشرعية؛ وأدى هذا لازدهار الصناعات المرتبطة بهذه الثورة مثل صناعة الورق وظهور الوراقين.

ثم بعد ذلك بدأ التأخر عند الثورة الثانية وهي التحول من الكتابة للطباعة والتي وقتها تأخر دخول المطابع للعالم العربي والإسلامي وحتى عند دخولها اقتصرت فقط على طباعة العلوم المادية ومنع طباعة الوثائق الشرعية، وهذا أدى إلى ضياع مخطوطات مهمة توثق العلوم الشرعية.

إعلان

هذا التأخر في الثورة الثانية أدى لتأخر أكبر في الثورة الثالثة وهي الثورة الرقمية وتحويل الإرث الإسلامي والعربي إلى معلومات رقمية يمكن حفظها في الفضاء الرقمي والاستفادة منها بعدة صور وأشكال.

أيضا أحد المشاكل التي واجهت اللغة العربية والثقافة الإسلامية في هذه الثورة هو ضعفها وقلة المحتوى الممثل في الفضاء الرقمي فالمحتوى العربي على الإنترنت لا يمثل أكثر من 3 إلى 5% وهي نسبة لا تشكل رقما يعتد به عند محاولة تمثيله في نماذج اللغة الكبيرة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي.

كل هذه الأسباب التاريخية التي تسبب بها أصحاب لغة الضاد المسلمون هي ما أوصلتنا لهذه المعضلة التي نراها حاليا ماثلة في الثورة الرابعة وهي ثورة الذكاء الاصطناعي.

لا تلوموا الخوارزميات

من هذا المنطلق يجد الدكتور غالي أننا يجب قبل أن نلوم المطورين والخوارزميات على عدم تقديم المعلومات الصحيحة في مجالات اللغة العربية والثقافة الإسلامية من مختلف نماذج الذكاء الاصطناعي، العمل على مشاريع كبيرة تقوم بتزويد هذه النماذج ببيانات لغوية نظيفة ومنقحة يتم التأكد منها من قبل متخصصين في المجالات المختلفة، حتى تتمكن هذه النماذج من تقديم معلومات صحيحة ومؤكدة في مجالات اللغة العربية والعلوم الإسلامية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار